لا ينبغي الاضطراب والإحباط من السير في طريق الحق او نترك متابعته بسبب قلة أهله
وكثرة أهل الباطل. إن علينا أن نرضى ونسلم تجاه ما يرد في مجالي الأمور التكوينية
والتشريعية. فالله سبحانه وتعالى وان كان قد نهى تشريعا عن المفاسد والمعاصي لكنه
لم يشأ ان يمنعها تكوينا مع أن المصالح والمفاسد بيده.
والسؤال: هل من الممكن ألا تكون هذه البلاءات النازلة من باب العقوبة ومجازاة
الذنوب بل لأجل رفع الدرجات ومن باب أن البلاء للولاء؟
الجواب: الموضوع واضح لأهل الولاء اذ كلما اشتد بلاؤهم ازداد إيمانهم وعندما كان
ميثم التمار مصلوبا كان اطمئنانه وإيمانه يزداد في كل آنٍ وفي كل لحظة لأنه قد اخبر
بما يجري عليه.
الصبر والإيمان:
قال الإمام الصادق عليه السلام "شيعتنا اصبر منا ... لانا نصبر على ما نعلم وشيعتنا
يصبرون على ما لا يعلمون"
عجيب هو صبر الإمام الغائب عليه السلام فمع انه مطلع على جميع ما نعلم وما لا نعلم
ومطلع على جميع مشاكلنا وأمورنا ومصائبنا فانه عليه السلام ينتظر أيضاً يوم ظهوره
الموعود وهو يعلم في أي وقت سيظهر وما يقال بأنه عليه السلام لا يعلم وقت ظهوره غير
صحيح.
كتاب: في مدرسة آية الله الشيخ بهجت
المقدس