ذهب المرحوم شيخ الشريعة الاصفهاني مرة لعيادة المرحوم المامقاني الكبير في منزله،
فوجده يلتحف لحافاً مهلهلاً رثّاً، ثم أحضروا له حساءً لا يناسب حاله كمريض فلم يكن
من المرحوم الاصفهاني إلا الإعتراض قائلاً له: ما هذا اللحاف؟ وما هذا الحساء؟
فأجابه المامقاني: ومن أين آتي بالمال ممن أسرق؟ ممن أسرق؟ وبعدها كان شيخ الشريعة
يرسل بيد ولده الشيخ ابي القاسم رحمه الله مبلغاً من المال ليعيطيه المرحوم
المامقاني وتكرر هذا العمل منه مراراً.
ويروي احد طلاب العلوم الدينية العاديين عن المرحوم السيد محمد الفشاركي مع كل ما
له من الفضل –حتى ان البعض كان يعده اعلم من الاخوند الخراساني والسيد اليزدي
رحمهما الله، بل اعلم حتى من الميرزا محمد تقي الشيرازي قدس سره- يقول: رأيت السيد
محمد الفشاركي رحمه الله عند الخباز وقد جاء ليشتري خبزاً والخباز يقول له: لقد
اصبح حسابك كبيراً ولذا لن اعطيك خبزاً هذه المرة. يقول هذا الطالب: فقلت للخباز:
أعطه خبزاً على حسابي.
نعم فمع كل هذه المقامات العلمية اين نحن منهم؟ وما صبرنا بالقياس الى صبرهم؟ وما
عبادتنا بالنسبة لعبادتهم؟! لقد كانوا في صبرهم على المصائب في المرتبة القصوى
ويمثلون الانبياء والاوصياء في ذلك مع فارق ان الائمة عليهم السلام كانوا متعمدين
لذلك.
في مدرسة اية الله الشيخ بهجت المقدس