كم هم الناس مختلفون؟ فبعضهم لو صدر منه أذى تجاه أحد بغير حق فانه ربما لا ينام
الليل، وبعضهم يكون حليماً حتى لو اُعتدي عليه، ومن اهل العفو والصفح والاغماض،
وعلى اية حال فيجب الامتناع عن ايذاء الابرياء ولو بالنظرة الحادة والاخافة.
لا ادري ما الذي حصل من الكلام بين احد العلماء المعروفين في ايران او عائلته وبين
ضابط برتبة مقدم او عقيد حيث لطم الضابط ذلك العالم الذي لم يعمل شيئاً ولم يكن من
اهل الجدال والعراك ومضت مدة على ذلك دون ان يرتب العالم على الامر أثراً.
النهي عن المنكر عند البعض هو نفس العفو والصفح وطبعاً فإن هذا الموقف قد يكون أثره
عكسياً حيث يكون سبباً في تقوية الطرف المقابل وجرأته اكثر على المنكر فلا يكون
جائزاً في هذه الحالة، وقد جاء في حديث عنوان البصري: "فمن قال لك ان قلت واحدة
وسمعت عشرا فقل له: ان قلت عشرا لم تسمع واحدة".
وعلى كل حال فإن تحمل الاعتداء يختلف بحسب المعتدين ويدور مدار الاشخاص ويختلف
باختلاف الموارد فكم من الاشخاص يسيئون استغلال اللطف والعفو ويستمرون باعتدائهم
وتجاوزهم. يقول خروتشوف: الفرق بيني وبين المسيح عليه السلام هو انه قال: إذا ضربك
شخص على خدك الايمن فأدر له الايسر، ولكني اقول: اذا ضربك احدهم على خدك فاضربه على
رقبته ضربة أشد.. ولكنه لم يفهم، وقد وضع نفسه في صف الانبياء عليهم السلام. ما هو
مقصود المسيح عليه السلام مع اي شخص يفعل ذلك؟ لان مقصوده عليه السلام قطعاً ليس هو
إظهار التواضع والحب والعطف في مقابل الاعداء بل مع الاصدقاء واخوانه في الدين،
يقول تعالى في وصف المؤمنين الحقيقيين: "أشداء على الكفار رحماء بينهم" .
في مدرسة آية الله العظمى الشيخ بهجت
المقدس