قَدِمَ الشيخ الانصاري رضوان الله عليه يوماً الى داره ظهراً وطلب ماءً فذهبوا الى
سرداب السن ليأتوه بالماء البارد لكن الشيخ كان قد انهمك اثناء ذلك بصلاته وهام
قلبه الى تلك النواحي فاختار قراءة سورة طويلة فيها. وجاءوا بالماء البارد وقد
استغرقت صلاته وقتاً زالت معه برودة الماء وكأن عطشه ارتفع حينما دخل في الصلاة.
لقد كان هؤلاء يمثلون عمل الانبياء والاولياء عليهم السلام لان الصلاة تزيل عطش
العطشان وجوع الجائع وقد جاء في الرواية: "أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني" وقد ذكرت
بعض الروايات وقوع مثل ذلك للصائم ايضا.
عسى باذن الله تعالى ان تكون الماديات بالنسبة الينا مجرد وسيلة بحيث عندما تقبل
علينا الامور الدنيوية تكون سبباً لتأكيد إقبالنا على الامور المعنوية والاخروية
كما حصل مثل هذا لبعض الاشخاص حيث أدى اقبال الامور المادية عليه مع امتلاكه
للمقامات المعنوية الى وصوله الى مقامات معنوية ارقى.
* في مدرسة اية الله العظمى الشيخ
بهجت المقدس