من مواعظه وتوجيهاته
انّ الغرض من الخلق هو العبودية "وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون" وحقيقة
العبودية ترك المعصية في الاعتقاد وهو عمل القلب، وفي عمل الجوارح وترك المعصية لا
يتحقق بنحو يصير ملكة للشخص الا بإدامة المراقبة وذكر الله تعالى في كل حال وزمان
ومكان، وفي الخلوات او بين الناس "ولا اقول سبحان الله والحمد لله ... لكن ذكر
الله عند حلاله وحرامه".
اننا نحب امام الزمان عجل الله تعالى له الفرج لانه أمير النحل وجميع أمورنا تصل
بواسطته وقد نصبّه النبي(ص) لنا اميراً ونحن نحب النبي (ص) لان الله جعله واسطة
بيننا وبينه ونحب الله تعالى لانه منبع جميع الخيرات ووجود الممكنات فيضه. فاذا كنا
نريد انفسنا وكمالها علينا ان نكون محبين لله تعالى واذا كنا محبين لله فعلينا ان
نكون محبين لوسائط الفيوضات من الانبياء والاوصياء والا فإما اننا لا نحب انفسنا او
لا نحب واهب العطايا او لا نحب وسائط الفيوضات، فكيمياء السعادة اذن ذكر الله وهو
يحرك العضلات نحو موجبات السعادة المطلقة والتوسل بالوسائط استفاضة من منبع الخيرات
بواسطة وسائلها المقررة علينا الاهتداء بهداياتهم والسير بقيادتهم لننال الفلاح،
انكم لن تحتاجوا بعد للتوضيح اكثر، اضبطوا ما ذكر واثبتوه في قلوبكم وهو يوضح نفسه
بنفسه. ان قلتم: لما لا تعمل انت؟ نقول: اذا تقرر ان نقول بأننا نعمل بكل ما نعلم
به فلربما لم نكن لنتصدى لهذا المقام والبيان لكن التكليف بذل النعمة لعلها توصل
للمقصود "ما اخذ الله على العباد ان يتعلموا حتى اخذ على العلماء ان يعلّموا" ولا
يخفى ان النصحية العملية لمن يتيسر له ذلك ارقى من النصائح القولية "كونوا دعاة لنا
بغير ألسنتكم".. وفقنا الله واياكم لما يرضيه وجنبنا جميعا عما يسخطه والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته.
في مدرسة آية الله الشيخ بهجت المقدس