كلنا يعلم بأن رضا الله جلّ جلاله مع انه غني بالذات ولا يحتاج الى ايمان العباد ولوازم ايمانهم هو في ان يكون العباد دوماً في مقام التقرّب اليه فنحن نعلم إذاً أنّ الله تعالى انما يحب ذكره واستمرار ذكره لأجل حاجة عباده الى التقرب الى مبدأ الالطاف وادامة هذا التقرب. فنحن نعلم اذاً بأن انتفاعنا من التقرب اليه سيكون بدرجة اشتغالنا بذكره وبمقدار ما نسعى في طاعته وخدمته ننال درجة متناسبة من التقرب والانتفاع بقربه والفرق بيننا وبين سلمان سلام الله عليه انما هو في درجة طاعته وذكره له تعالى اللذين يؤثران في درجة قربنا منه سبحانه. وان ما نعلمه هو ان ثمة اعمالاً ستقع محل ابتلائنا في الدنيا فعلينا ان نعلم ان ما كان منها محل رضا الله عزوجل فسيعد خدمة وعبادة له ايضا. فعلينا ان نعرف اذن ان هدفنا يجب ان يكون في لزوم صرف العمر كله في ذكر الله وطاعته وعبادته الى ان نصل الى اخر درجة في التقرب نملك الاستعداد او القابلية لها، والا فعندما نرى وصول البعض الى المقامات العالية وتخلفنا عن ذلك من دون علة سنكون من النادمين.. وفقنا الله لترك الاشتغال بغير رضاه بمحمد واله صلوات الله عليهم اجمعين.
في مدرسة اية الله الشيخ بهجت المقدس