سافر المرحوم السيد ابو طالب أحد علماء مدينة اراك الى مكة وبعد مدة وصل خبر وفاته
الى اهل اراك فأقاموا مجالس الفاتحة والعزاء لأجل وفاته وغطىّ السواد جدران مساجد
اراك وتكاياها .فجاء شخص الى السيد نور وهو الذي قال له استاذه المرحوم النراقي:
المجتهدون هم الشهيد الاول وانا وانت فقط. وأخبره بوفاة السيد ابي طالب، فوضع السيد
نور الدين يده على جبهته وأطرق برأسه الى الارض وقال بعد تأمل قليل: كلا لم يمت
,فقالوا له: ماذا تقول؟ انّ خبر وفاته مؤكد وقد لبست المدينة بأسرها السواد حزناً
لذلك واقام الناس له مجالس الفاتحة والعزاء. فأطرق برأسه ثانياً الى الارض وتأمل
قليلا ثم رفع رأسه وقال: م يمت فقيل له: من اين لك خبر ذلك؟ فقال: عنما يموت احد
العظماء ويرحل من الدنيا يقوم ملاك بنشر خبر وفاته في جميع الانحاء بحيث يسمع صوته،
وانا الان لا اسمع صوت هذا الملاك ولم يصدر خبر او صوت لحد الان.
ونحن لو سرنا على خطى العلماء لما نزل بلاء كهذا على رؤوسنا او انه اذا نزل نكون
مثل ميثم حيث كان يزداد ايمانا كلما اشتد عليه البلاء ولم يتخل عن الولاية ولم يرض
بأن يبقى حياً ويستعمل التقية لاجل ذلك. ولقد كانت بلاد الشيعة مليئة بأمثال هؤلاء
العلماء فهل كنا جاحدين لاقدارهم حتى ارتحلوا من بيننا من غير بديل خلفوه لنا؟
ولعله لم يكن في عصرهم من يتعرض لهم بمسألة فقد كانوا كتومين وغير معروفين الى هذه
الدرجة.
* في مدرسة اية الله الشيخ بهجت المقدس