هل يمكن ان يصير الجميع مثل سلمان وأبي ذر رحمهما الله اللذيْن صبرا على كل ألوان
البلاء، او يكونوا مثل عمار الذي كان مستعدا للقتل؟ ان باب المقامات التي وصل اليها
هؤلاء قد أُغلق، فإن جميع الدنيا وما فيها لا تساوي قيمة صلاة ليلة واحدة لسلمان
عليه السلام كان يجلس على جلد خروف، وكان مصلاه عجيباً غريباً وقد عدت احدى
الروايات اثاث منزله فكان جلد خروف وكيس طحين... ولكنه مع ذلك كان يبكي من ثقل ما
سيحمله يوم القيامة فماذا كان مقام سلمان وما هو مقام الشخص الذي يقع في مقابله اي
معاوية بن ابي سفيان؟!
طبعاً يُحتمل كثيرا ان يستفاد من قولهم: "العبادة في عصر الغيبة أفضل من العبادة
في عصر الظهور" ان يمكن لنا نيل مقامات أعلى. ومقصودي هو انه لو كنا في عصر
الرسول (ص) وكنا نرى حوله أمثال سلمان من ذوي المقامات العالية فكم سيكون ذلك مثيرا
ومحفزا لنا الى تلك المقامات ولكن من لم يرهم فهو معذور من تحصيل مقاماتهم، لانه
سيحصل له الشك والتردد في امكانية حصولها له.
ولكننا رأينا نحن ايضا من كرامات العلماء عجائب وغرائب لا يمكن بيانها ونتعجب لماذا
يراها الاخرون ولا يذكرونها ايضا؟ مع هذا فما عذرنا وما هو مبررنا في هذه اللا
مبالاة تجاه تحصيل تلك المقامات.
* في مدرسة آية الله الشيخ بهجت المقدس