ذَهَبَتْ في يوم من الأيام بنت الشاه فتح علي القاجاري بعد ان وضعت الشال على رأسها
الى بيت الشيخ الانصاري رحمه الله واتفق وقت وصولها مع وقت تناول الشيخ لطعام
الغداء، وكان يتناول طعام الغداء قبل صلاة الظهر ظاهرا، وكان منظّماً ودقيقاً جداً
في أعماله، وعندما رأت بنت الشاه فتح علي مائدة طعام الشيخ الانصاري رحمه الله قالت
من باب التعريض والاستهزاء: إذن ماذا يقول الكني؟ -ومرادها التعريض بترف الشيخ
الكني مقابل زهد الانصاري – فانزعج الشيخ من كلامها وصاح بخادمه قائلاً: ملاّ رحمة
الله أخرج هؤلاء - أخرج هؤلاء من هنا - وعندما رأى امتناعهم من الخروج التفت الى
بنت الشاه وقال لها: إن الكني مظهر عظمة الأئمة عليهم السلام وانا مظهر زهدهم.
فهو رحمه الله مع جميع زهده هذا كان يعمل على اصلاح تصرفات الاخرين ايضاً، لا انه
يقول فوراً: إن من ينفق سهم الامام بذلك النحو فهو كافر وامثال ذلك من التهجمات
والتطرف. أيها الاعزاء راقبوا انفسكم، أنفقوا بمقدار ما انتم عليه من العلم والعمل
والاعتقاد.
* في مدرسة اية الله الشيخ بهجت المقدس