لا يكفي الورع عن المحرمات وحده للوصول الى درجات الكمال واليقين قطعاً، وليس الورع
عن الموبقات السبع من الكبائر فقط كالشرك وقتل النفس... بل ولا حتى مجرد الورع عن
المحرمات الاربعين المذكورة في كتاب عيون اخبار الرضا عليه السلام بل حتى النظرة
بقصد ايذاء المؤمن او اهانته حرام كما تحرم البسمة في وجوه اهل المعاصي التي تؤدي
الى تشجيعهم على الذنوب وعلى هذا فيجب على من يريد نيل درجات الكمال واليقين اجتناب
هذا النوع من الذنوب ايضا.
وعلينا ان لا نغتر فالانسان في خطر الى حين اقتراب لحظات الموت وما دام الشيطان
حيّاً والى الله الملجأ. "الهي لا تكلني الى نفسي طرفة عين ابدا". اذا أُوكل
الانسان الى نفسه طرفة عين لانفصل عن الله ولقام الشيطان بعمله وغرّر به كحال الطفل
الذي يفصل عن امه وابيه... واذا ما انقطع الانسان عن المبدأ طرفة عين جذبه الشيطان
الى نفسه وقام باقتناصه، ونعوذ بالله ان نُخدع فلا ندري هل شربنا ماء ام سمّاً لأن
من يريد ان يَخدع الانسان يقدم له الماء اولا، ثم يعطيه الحلوى ثانياً، ثم يعطيه
شيئا اخر. ويأكل هو منه مقداراً ما ايضا بحيث يصوّر له ان بقية الطعام خال من السمّ
وبهذا فسوف لن يبقى لديه اي منشأ للشك.
* في مدرسة اية الله الشيخ بهجت
المقدس