الواجب المـُلقى على أعناق المجتمع الإسلاميّ أَجمع والأمّة الإسلاميّة جمعاء في
الدرجة الأولى هو الجهاد في سبيل تنوير الأفكار وتوعيتها. والمسؤولية هذه تقع على
عاتق العلماء والمثقّفين والدارسين وكلّ من له منبر، فليعملوا على إنارة الأفكار
وتبيان حقائق العالم الإسلاميّ للنّاس، والتّنوير هذا هو جهاد. فالجهاد لا يقتصر
على رفع السّلاح والنّضال في ميدان القتال، وإنما يشمل الجهاد الفكريّ؛ والجهاد
العمليّ؛ والجهاد التبيينيّ؛ والتبليغيّ والجهاد الماليّ أيضاً.
اليوم، ولأنّنا لم نؤدِّ هذه الفريضة - فريضة التبيين - بشكلٍ صحيح، وقع البعض في
ضلالة، وراحوا يعملون ضدّ الإسلام، زاعمين أنّ عملهم هذا يصبّ في خدمة الإسلام.
وهؤلاء هم الجماعات الإرهابيّة في منطقتنا، الذين سلبوا الأمن والاستقرار من
الشّعوب المسلمة، وأخذوا يحاربون المسلمين بالنّيابة عن العدوّ. فإنّ هذه الجماعات
الإرهابيّة المقرّبة من الوهابيّة، قد أخذت على عاتقها عناء العدوّ، وباتت تنفّذ
بالنّيابة عنه ما كان يصبو إليه، وتثير الخلاف والشّقاق بين المسلمين. فإن انشغل
المسلمون بالاقتتال فيما بينهم، سوف تُرمى القضية الفلسطينيّة في بقعة النّسيان،
وهذا ما باتوا يطبّقونه بالفعل.
فلا بدّ من التّبيين والتّوعية والعمل، وعليكم أن تستثمروا هذه المحافل والاجتماعات
القرآنية. وأنتم الوافدون من شتّى البلدان، قوموا بإرشاد شعوبكم وتوعيتهم على أساس
التّعليمات القرآنية والجهاد القرآني والتّبيين الذي يُنشده القرآن:
﴿لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكتُمُونَهُۥ ﴾ .. هذا ما يجب عليكم بيانه
وإيضاحه لهم.