يقول الإمام الخميني (قده):
لقد سعوا [الغرب والمتغرّبون] بأقلامهم للحؤول دون معرفة الإسلام، هم يعلمون
الحقيقة ولكنّهم يخفونها لأنّها إذا ما عرفت لن يكون لهم ولا لأسيادهم نصيب، وفي
هذه الفترة الّتي ازداد تردّدهم على الشرق، نجحوا في تجريد المجتمع من هويّته، وليس
من قبيل الصّدفة أن يربطوا كلّ شيء كالطبّ مثلًا، بالغرب وكأنّ الغرب بات قبلتهم.
أتاتورك- أظن أنّي رأيت تمثاله- لقد قالوا لي أنه يمدّ يده باتجاه الغرب، بمعنى أنّ
كلّ شيء يؤخذ من الغرب. وقد سبق لأحد الكتّاب هنا أن دعا لأن يكون كل شيء لدينا
بريطانيّاً. إنّ سبب كلّ هذا هو أنّ إعلام الغرب ودعاياته أفرغت عقول هؤلاء
المتغرّبين وجعلتهم غرباء عن أنفسهم، لقد أعمَوا الشرقيّين عن مآثر الشّرق. فالآن
في أوروبا يستفيدون من كتب الشّيخ الرّئيس" ابن سينا"، لقد أخذوا مآثر الشّرق منّا
وجعلونا هكذا، فإذا ما تحدّثنا تحدّثنا عن الغرب، وإذا ما أصيب أحد بزكام عليه أنه
يذهب إلى أوروبا، إذا أراد أن يستأصل لوزتَيه يجب أن يذهب إلى أوروبا، وإذا كان
ميسور الحال أحضر طبيبًا من أوروبا. وقد قلت مرّة لمجموعة من الأطباء كانوا هنا، إن
هذه الأمور تعني أنّكم لا تستطيعون عمل شيء، قالوا لدينا الخبرة الكافية وبعضنا
يعمل في أوروبا، ولكن هذه الأفكار انتشرت في كلّ مكان، أنّه إذا ما أراد شخص دراسة
علم ما فعليه أن يذهب إلى أوروبا، غير أنّ هذا ليس صحيحاً، ولكنّ دعاياتهم مسخت
شرقيّتنا ووضعت لنا عقولًا غربيّة مكانها، هذه الأدمغة الغربيّة المتطفّلة، وهذا
الشيء منتشر في جميع الطّبقات، فالجميع تابع للغرب، بعضهم أكثر من بعض.
صحيفة الإمام ، ج9، ص 299.