يقول الإمام الخميني (قده):
إنّ ما يزيد العمل عظمة، حتى وان كان صغيراً من حيث الكمّ، أن يكون لله وأن يتّسم
بالإخلاص. فقد يكون العمل من حيث حجمه الماديّ صغيراً جداً، ولكن من حيث بُعده
المعنويّ قد يكون أعظم من جميع الأعمال أو أكثرها، فلفظ (لا اله إلا الله) مكوّن من
عدة كلمات، ولكن عظمته المعنوية أكبر بكثير من جميع الأذكار الأخرى أو معظمها.
فالأفعال عندما يرافقها الإخلاص تجد لها بُعداً معنوياً، فالإخلاص هو روح العمل.
كما أنّ الإنسان ليس إنسانا بجسمه وحجمه الماديّ، إنّ هناك الكثير من الحيوانات
أضخم جسماً من الإنسان، ولكن الذي يميّز الإنسان عن غيره من الحيوانات هو البُعد
المعنوي، روح الإنسان، الرّوح المهذّبة، الرّوح المربّية تربية إلهية، فهو الذي
يزيد من قيمة الإنسان، ويزيد من مكانته المعنويّة، فاحرصوا عليها.
السّعي لمضاعفة البُعد المعنوي للعمل
اسعوا لتغليب المعنويات على الماديّات في جدِّكم واجتهادكم لتحصيل العلوم.. احرصوا
على تهذيب أنفسكم والتمسُّك بما دُعيتم للعمل به، قوّوا الجوانب المعنوية واهتمّوا
بالجانب الأخلاقي والآداب على نحوٍ تغدون معه أناساً تحبّون الخير والسّعادة
للإنسانيّة جمعاء، وتنبض قلوبكم بالمحبّة لكلّ العالم. فنبيّنا نبيّ الرّحمة كان
كذلك، لدرجة أنّه كان يتألّم ويتحسّر على أولئك الذين بقوا على ضلالتهم ولم يهتدوا
ولم يؤمنوا، وما ينتظرهم من العذاب والشّقاء من جرّاء ذلك. احرصوا على أن يكون
تعاملكم مع أخواتكم وإخوانكم قائماً على أساس المحبّة.. اسعوا لإعلاء كلمة الإسلام
وتطبيق أحكامه...
صحيفة الإمام، ج10، ص 179-180.