يقول الإمام الخميني قدّس سرّه:
لم يكن بلا سبب رفضهم السّماح لي عندما أردتُ أن أعبُر الكويت، وما كان تشديد
الحكومة العراقية علينا صُدفةً إمّا أن نَسكت، وإمّا أن لا نكون هناك، فذلك لأنّهم
جميعاً بعضهم مع بعض وكانت القوى الشّيطانية معاً. وحيث رأيتهم في ذلك الوقت منعوني
حتى من الذّهاب إلى الكويت، وقالوا: ارجع من حيث أَتيت، وأُجبرنا أن نعود إلى
العراق. وليس المهمّ في المسألة أنّ الكويت فقط هكذا؛ فهذه البلدان المـُسمّاة
إسلاميّة كلّها مُشتركة المصالح، وجميعُها إحداها ظهيرة الأخرى، ولن تدعنا نبقى
هناك، ولذا بنينا أن نذهب إلى بلادٍ لا تكون تحت التّأثير. وانتخبنا فرنسا، وذهبنا
إلى هناك، ونَدِم أولئك، العراق والكويت وإيران، لأنّ يَدَنا كانت طليقة في
التّبليغ. وقد أوصَلنا مطالب إيران وقضاياها إلى كلّ مكان في الدّنيا، وجرت مقابلات
لعددٍ من الوافدين علينا من أميركا، وانتشرت في أميركا كلّها- على ما كانوا يقولون-
وفي كثيرٍ من المناطق مثل كندا، وذاعت مطالبنا في أميركا أيضا، وَظاهر أولئك الذين
ينسبون أنفسهم إلى الإسلام وكذلك أولئك الذين كانوا خارجين عن الإسلام ظاهروا
الطاغوت، لكنّ شعبنا تقدّم بقوّة. هل كان بيد الشعب بُندقيّة في ذلك الوقت؟ هل
بيَدِه رشّاش؟ هل له دبّابة؟ هل لديه مدفع؟ لم يكن لديه شيء، لكن كان لديه شيءٌ
آخر، وهو المعنويّة والإيمان بالله. والإيمان أعطى الشّعب قدرةً جعلت أبناءه الذين
كانوا يخافون قبلًا حتّى صوت البندقيّة لا يَعطون حتى الخوف من الدّبابة إلى
قلوبِهم سبيلًا...
صحيفة الإمام (ترجمة عربيّة)، ج8، ص 180.