يقول الإمام الخميني قدّس سرّه:
إذا نظرتم في أحوال الأنبياء وتاريخهم، وتأمّلتم تاريخ الإسلام وصدره القريبين
مِنّا؛ ترون خلاف هذا التّبليغ الذّاهب إلى أنّ الدّين أفيون الشعوب، أي: أنّ الدين
جاء ليُنيم النّاس إذ يُغرِقهم في السكوت كحشّاش يغرق في النّعاس، هكذا يفعل بهم
ليستولي عليهم الرّأسماليون، وهذا تضليل، فتاريخ الأنبياء إذا لاحظتم جليٌّ أنهم
جاؤوا ليوقظوا الناس، ويفطّنوا الغافلين منهم، ويبعثوا مَنْ غَطّوا في سباتٍ عميق.
فتاريخ موسى- عليه السلام- مفصّل في القرآن وفي الكتب السماوية الأخرى أيضا،
وتجدونه فيه إنساناً راعيا، كان راعياً لشعيب النبي، وقد عبّأ النّاس بعصاه على
فرعون الذي كان القوّة الكبرى في زمانه، ولم يُنِمْهُم لِيستعبدَهم فرعون. لقد أيقظ
الناس، لئلّا يسترِقّهم فرعون، وهذا عكس ما بَثوا وصدّقه شبّاننا.
مجابهة الإسلام للمتجبِّرين
الإسلام قريب منّا، وتاريخ رسوله بين أيدينا، فانظروا، أترون الإسلام
جاء ليخدِّر النّاس ويُنيمَهُم، أو أنّ القرآن كتاب تسلّح واستعداد للقتال ومنازلة
المشركين الذين كانوا مقتدرين ونصُّه: (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً)
فالمشركون كانوا هم القوى الكبرى، ومشركو قريش كانت القدرة كلها بأيديهم. هل عبّأ
الرّسول المشركين ليقوّيهم؟ هل عَمِل ليُنيم الناس حتّى يهيمن عليهم المشركون أو
عبّأ هؤلاء المكشوفي الرؤوس الحُفاة على قريش وقاتلهم بهم وحاربهم حتى مرَّغ أنوف
المشركين، وأوجد العدالة الإجتماعية على عكس ما أملاه الغربيّون على الشرقيين.
ونأسف على تصديق كثير منّا لهذا وهو تضليل واسع.
صحيفة الإمام (ترجمة عربية)، ج8، ص 230-231.