يقول الإمام الخميني قدّس سرّه:
نشاهد اليوم بعد انطلاقنا الفجائي وبلوغ الحريّة و الخروج من الكَبت الفكري
والعملي، أنّ أمامنا مشاكل جمّة. يجب حلّها بهمّة شرائح الشّعب المختلفة؛ على
الحوزات العلمية خاصّة في قم ومَشهد وأصفهان أن تحاول تربية المبلّغين والقضاة، وأن
ترسل مبلّغين يعرفون مشاكل المجتمع ويدركونها ويعلمون ماذا يقولون وماذا يفعلون.
والحاجة إلى المبلّغين كبيرةٌ جدّاً. إنّنا نحتاج إلى المبلّغ في جميع أرجاء
البلاد. ولدينا نقص الآن يجب ألّا نقارن اليوم بالأمس، لقد كانت الحوزات العلمية
تعيش ذلك الوقت تحت الكبت والخنق، لم تكن قادرة على تربية القاضي؛ لأنّ أحداً كان
لا يقبل منها ذلك لم تكن قادرة على تربية مبلّغ يتحدّث للنّاس عن قضايا المجتمع
ومشاكله. يجب على الحوزات العلميّة ألّا تقارن اليوم بالأمس البعيد. على علماء
البلاد والمراجع والمدرّسين وعلماء الحوزات العلميّة أن يعملوا اليوم جاهدين لأداء
الواجب الذي يقع على عاتق الجميع بشكلٍ مناسب. إنّنا نحتاج للبلاد كلّها إلى حوالي
ثلاثة إلى أربعة آلاف قاضٍ كما أنّنا نحتاج إلى عدّة آلاف من المبلّغين، هناك مناطق
ليس بها مبلّغ أو رجلُ دين واحد. إنّ هذه الحوزات التي يوجد بها أعداد كبيرة من
الطّلاب يجب أن يُدركوا أنّ الدّراسة حسب أمر الله تبارك وتعالي مقدّمة للإنذار،
وهي مقدّمة لكي يذهبوا إلى بلادهم أو البلاد الأخرى؛ لكي يربّوا النّاس وأن يذكّروا
النّاس بمشاكل البلاد، ليس لدينا اليوم عذر بأن نقول: كنّا غير قادرين. اليوم
نستطيع عمل كلّ شيءٍ وهو يتطلّب زمناً طويلًا ولأنّه واجب علينا فلابدّ من القيام
به. على مدرّسي الحوزات وخاصّة حوزة قم العلميّة و على فُضلاء حوزات قم ومشهد وسائر
الحوزات أن يقوموا برفع حاجات البلاد لرجل الدّين والمبلّغ والقاضي. إذا رأينا لا
سمح الله- أنّ شؤون القضاء تسير بشكل يجب ألّا تسير عليه؛ فإنّ واجبنا أن نمنعه على
علماء البلاد وعلماء الحوزات العلمية أن يمنعوه.
صحيفة الإمام (ترجمة عربية)، ج15، ص 358.