يقول الإمام الخميني قدس سره:
ليأت الناس إلى الحوزات ويذهبوا يجب أن يتردد الناس إليها. هناك معلمون ومدرسون
دائمون وهناك أغلبية منهم يأتون وبعد إكمال عملهم يجب أن يذهبوا بين الناس كواجب
وألا يتكدسوا في مكان واحد بحيث لا يوجد في مكان آخر شخص واحد. يجب ألا يبقي الشخص
الذي ليس لديه أي نشاط في الحوزة. إن هذا ليس مطابقاً للشرع حسب ظروف بلادنا. إن من
أنهوا أعمالهم وأكملوا دراستهم وليس عليهم عمل في الحوزات سواء التدريس أو النشاطات
التبليغية فإن عليهم أن يذهبوا إلى البلاد الأخري التي تحتاج إليهم ليؤدوا واجبهم
كما أن الطلاب الشباب الذين يشتغلون في تحصيل العلوم عليهم أن يذهبوا في الإجازات
لأمر التبليغ في أرجاء البلاد وهم يذهبون أحياناً- ولكن في غير أيام الإجازات يجب
عليهم أن يذهبوا حسب اتفاق أو بالدور لكي لا تبقى أماكن من البلاد خالية من رجال
الدين والمبلغين. إن هذا واجبهم ومن واجبهم الشرعي الإلهي أن يبلغوا وأن يفهّموا
الناس أحكام الإسلام. إن تحصيل العلم وسيلة للتربية. لقد ورد في آية النفر[1] أنه
لماذا لا تذهبون للتحصيل حتى تنذروا الناس بعده إن التحصيل مقدمة لإنذار الناس وأن
تطرح الأمور لهم. طبعاً يجب أن تبقي الحوزات الفقهية لكن هذا الأمر يجب ألا ينسي.
يمكن لعدد من الطلاب الأكفاء طوال العام أن يدرسوا وأن يبلغوا وأن يوعّوا الناس وفي
أيام الدراسة يمكن للمدرسين والمراجع أن يضعوا جدولًا لهم حتى يذهب بعضهم إلى
المنطقه الفلانية لعدة أشهر ولمنطقة أخري لبضعة أشهر وهكذا وذلك حسب الدور إننا
نريد أداء الواجب الإلهي فكما أن التحصيل واجب فإن التبليغ أهم من التحصيل. إن
التحصيل مقدمة للتبليغ ولإنذار الناس.
* صحيفة الإمام (ترجمة عربية)، ج15، ص 358-359.
[1] سورة التوبة،
الآية 122.