يقول الإمام الخميني قدّس سرّه:
إنّ الوحدة أمرٌ أكدّه القرآن ودعا إليه، كما دعا إليه أئمّة المسلمين، إنّ الدّعوة
إلى الإسلام في أساسها هي دعوة إلى الوِحدة؛ بمعني أن يكون الجميع مُتّفقين معًا في
كلمة الإسلام وأن يعيشوا في راحة. لكن كما تعلمون؛ فإنّ هذه الوحْدة لم تتحقّق
خاصّة في هذه الفترات الأخيرة حيث وسّعوا دائرة الخلافات وكان الأساس في ذلك أن
خبراءهم قد أدركوا لو أنّ هذه الجموع الإسلاميّة اقتربت من بعضها وتلاحَمت؛ فإنّ
أيّة قوّة لا تستطيع مواجهتهم؛ ولن تتمكّن أيّة قوّة أن تُسيطر عليهم. والطّريق
الّذي وجدوه لأهدافهم المشؤؤمة هو إيجاد الخلاف بين جميع الفئات. عندما تذهبون إلى
أيّ مكان أو أيّ مدينة تلاحظون بأنّ فيها خلافات؛ وإنْ قلت اليوم ولكنّها موجودة
لقد كانت لديّ الفئات المختلفه في كلّ مدينه أو في كلّ حيّ خلافات.
ففي قضيّة عاشوراء؛ الّتي يجب أن تكون أساسًا للوحدة؛ كنا نشاهد أنّ مواكب العزاء
في المـُدن المقدّسة تحدُث بينها خلافات وكان ذلك يدلّ على أنّنا أوّلًا لم نبلُغ
الرُّشد؛ وثانيًا إنّ هناك عوامل دخلت في كلّ مكان حتى في مواكب العزاء؛ بحيث أن
مواكب العزاء الّتي من المفترض أن تكون مُجتمعةً تحت لواء الإمام الحسين سلام الله
عليه- تتنازع فيما بينها وتتقاتل. فهذه المواكب كانت بينها خلافات كانت تودي إلى
خلافات بين الأحياء. فعندما كنت تمرّ بها في المدن وفي المدن الكبيرة كنت ترى
الخلافات التي اختلقوها بينهم. فكانت هذه الخلافات بين رجال الدّين فيما بينهم وبين
النّاس فيما بينهم. فعندما كانوا يؤسِّسون حزبًا؛كان هذا الأمر يسبّب الخلاف لكلّ
شيءٍ كانوا يعملونه.كان سبباً للخلافات وكانت أمورهم كلّها تهدف إلى ايجاد
الخلافات وعدم الاتّحاد. وقد نجح حتّى في أعلى مستويات رجال الدّين وأعلى مستويات
المثقّفين. فالخلافات التي كان يجب عليهم حلّها أصبحوا طَرفًا فيها وإنّني أظنّ
أنّنا أدركنا اليوم جميع القضايا؛ كما أنّ النّاس أدركوا ذلك وهذا ببركة الثّورة
الإسلاميّة حيث ازدادَ الوعي السّياسي عند عامّة النّاس. إنّ وعيَهم السّياسي اليوم
أصبح بحيث أنّهم يتدخّلون في الأمور وهم كانوا بعيدين عنها؛ وإنّ جميع شرائح الشّعب
تدرك الأمور وهي في حالة نموّ الوعي.كانت النّساء خارجات عن جميع شؤون المـُجتمع
ولكنهنّ دخلنَ الآن بشكل لائق مع مراعاة الموازين الشّرعية فلديهنّ محاضرات وإعلام
وكلّ شي لديهن موجود.
* صحيفة الإمام (ترجمة عربية)، ج15، ص 414-415.