يقول الإمام الخميني قدّس سرّه:
إنّ رجال الدّين هم الّذين يجب أن يقدّروا هذه الأمور؛ فإذا صَلُح رجل الدّين صَلُح
كلّ شيء وإذا فسد العالِم لا سمح الله- فسد العالَم إنّ هذا هو الواقع. لقد كنت
أذهب أيّام الشباب إلى بعض البلاد في الصّيف فكنت أرى أنّ النّاس جميعًا طيّبون ففي
مدينة محلّات- الواقعة بالقرب من مدينة خُمين كنت أرى النّاس طيّبين متديّنين؛ فبعد
البحث كان الإنسان يدرك أن هناك عالمـًا طيّبًا فكان هناك عدّة علماء طيّبين وكان
النّاس طيبين تِبعاً لطيبة هؤلاء؛ فأينما وجد العالِم الطّيب فإنّه يصلح الأمور-
طبعاً العالِم العاقل المتديّن- وإذا حصل انحراف لا سمح الله- في هذه الشّريحة من
النّاس سينتقل هذا الانحراف فإنّ النّاس ينظرون إلى هذه الفئة ماذا تعمل.
لذلك؛ فإنّ على عواتقنا مسؤوليّة كبيرة سواءً في ذلك أئمّة الجَمع والجماعات وجميع
علماء البلاد. فقد أتمّ الله حُجّته فإذا كنّا معذورين قبل عدّة سنوات لأنّنا كنّا
لا نستطيع مواجهة الحراب فكلّ كلمة كانت تؤدّي إلى السّجن؛ لقد كانت لدينا هذه
الأعذار لكنّها غير موجودة اليوم؛ أي إنّ الله قد أتمّ حجّته علينا. لا يمكن أن
نقول إنّنا لم نعمل لأنّنا لم نكن قادرين عليه؛ فإنّ لديكم اليوم القدرة على إصلاح
المكان الّذي أنتم فيه وذلك بإصلاح نفوسكم والتّفاهم مع النّاس والتّفاهم مع
المسؤولين؛ إنّنا اليوم مُطالبون بحفظ الوحدة عمليًّا سواءً في الأحياء الّتي نحن
فيها؛ أو في المدن أو القرى أو الأرياف التي يسكنها النّاس. فإذا ما تفاهم هؤلاء
جميعًا فيما بينهم وتمّ التركيز على أنّنا يجب أن نكون مع بعضنا البعض؛ وأن نتعاون
فيما بيننا والقضايا الموجودة ستنحلّ؛ فإنّ النّاس موجودون بحمد الله.
إنّكم تلاحظون أنّ النّاس سابقًا كانوا يعرقلون الأمور إذا كانت الحكومة تريد عمل
شيء لأنّهم كانوا يعتبرونها حكومة فاسدة. فإذا كانت الحكومة تريد- فرضًا- أن تعمل
عملًا جيّدًا حسب زعمها فإنّ النّاس كانوا يُسيئون الظّن بها. فحتّى إذا كانت
تطالبهم بقول لا إله إلّا الله؛ فإنّ النّاس كانوا يكرهون ذلك لأنّهم كانوا يَرَون
أنّ من يردّد كلمة لا إله إلّا الله لا يؤمن بها. ولكنّ الأمر اليوم كما تلاحظون
فإنّ النّاس في جميع أنحاء البلاد يتابعون أمر النّهضة لتسيير أمورها؛ فإذا ما وجد
بعض الأفراد أو عدّة أشخاص فإنّ النّاس بأنفسهم يحاولون إزالة الخلافات.
صحيفة الإمام (ترجمة عربية)، ج15، ص 415-416.