يقول الإمام الخميني قدس سره:
إنّ ما يُعدّ أهمّ من كلّ شيءٍ هو رجال الدّين. فإذا ما عمل رجال الدّين أينما
كانوا بواجبهم المعنوي ودعوتهم المعنوية؛ فإنّ النّاس يصلحون وهم مستعدّون للقبول
الآن جميعًا. بناءً على ذلك؛ فإنّ الإسلام قد جاء بكلّ شيءِ من ناحية كما أنّكم
تستطيعون تطبيق جميع الأمور فالإسلام جاء بكلّ الأشياء. ولكنّكم في وقت من الأوقات
كنتم غير قادرين على العمل به؛ وكنتم عاجزين عن ذلك؛ فاليوم لديكم القدرة على إصلاح
النّاس كما لديكم القدرة أن تعملوا على خلاف ذلك لا سمح الله؛ وليس لديكم أيّ عذر.
فلا عُذر لدي ولا عُذر لديكم لا أحد منّا لديه عذر بأن نقول: لم نتمكّن، لم يكن
مُمكنا. فكلّ من لديه قدرة على التّبليغ في أيّ مكان، فليعمل وإذا ما ظهر خلاف
فرضًا- بين فئتين ويمكن للسّادة أن يُصلحوا ذات بينهما فإنّ النّاس يحبّون ذلك
ويقبلونه من أئمّة الجماعات وبخاصّة أئمّة الجمع. لذلك فإنّ مسؤوليّة أئمّة الجمع
أكبر من مسؤوليّة أئمّة الجماعات؛ إذ أنّ لديهم موقعًا بالغ الحساسيّة ويُعبّرون عن
قضايا مهمّة والنّاس مستعدّون؛ لذلك فإنّ مسؤوليّة أئمّة الجمع أكبر من غيرهم؛ فإذا
ما ارتكبوا عملًا سيّئًالا سمح الله- سواء في كلامهم أو في عملهم فإنّ ذلك سينتقل
إلى النّاس؛ فالنّاس يدركون وإن كانوا لا ينشرونه. فإذا ما دعا أئمّة الجمع في جميع
أنحاء البلاد النّاس إلى الوحدة والصلاح والإسلام فإنّ النّاس سيتابعون هذه الأمور
ويحقّقونها لأنّهم يقبلون بأئمّة الجمع لديهم. ففي أيّ وقت يدعون النّاس إلى
المساعدة الماليّة مثلًا- أو الدّعم الثّقافي فإنّهم يقومون بذلك. هذا كلام حول ما
ذكرتم.
صحيفة الإمام (ترجمة عربيّة)، ج14، ص 416.