يقول الإمام الخميني قدّس سرّه:
أنتم الآن أيها السّادة على ما قالوا عازمون على الذّهاب إلى القُرى والمدن لترويج
الدِّين والهداية إليه. انتبهوا، فكلّ خطوة تخطونها على خلاف الموازين وخلاف رضا
الله جُرم لا تستطيعون التخلّص منه سريعًا. فأنتم الّذين تذهبون للنّاس باسم
الهداية وضعُكم غير وضع عامّة الناس. فأنتم إذ تذهبون للهداية رسلٌ مِن الإسلام،
أنتم رسلُ رسول الله، فيجب أن تفقهوا ما الّذي يجب عمله في هذه الرسالة. هل هذه
الأعمال الّتي تمارسونها باسم الله؟ هل تهدون الناس وتعرّفونهم الإسلام - ولو على
قدر ما تعلمون - من أوَّله إلى آخره باسم الله؟ يبدأ باسم الله، أو - لا سمح الله -
للنّفس فيه دخل؟ "أعدى عدوِّك نفسُك الّتي بين جنبيك" . هذه هي أعدى الأعداء، وكلّ
عداوات العالم تأتي منها، فهي الّتي تقتل الإنسان، وتقهَره. وتلك الّتي "بين جنبيك"
هي نفس الإنسان الأمّارة، وهي غير هذه الّتي تقتله، تقتل الإنسانية. كلّ العالم
يجتمع ليقتل إنسانيّتك، فلا يستطيع ما لم تتغيّر هذه النّفس الّتي بين جنبيك، فهي
"أعدى عدوِّك". فانظروا الآن وأنتم تمضون وتريدون أن تهدوا النّاس هل تهدونهم باسم
الله، أو باسم النّفس الّذي هو باسم الشّيطان؟
صحيفة الإمام (ترجمة عربيّة)، ج8، ص 257.