يقول الإمام الخميني قدّس سرّه:
إنّكم أيّها السّادة علماء الدّين، وجميع علماء الدّين في أنحاء البلاد، مكلّفون
بالحفاظ على هذه النّعمة الإلهيّة وأداء الشّكر لها، وانّ شكرها يتمثّل في التّبليغ
.. إعملوا على توعية النّاس بأهداف سيد الشّهداء ودوافعه للنّهوض والطّريق الّذي
سلكه والنّصر الّذي تحقّق له وللإسلام بعد استشهاده. وليعلم أبناء الشّعب بأنّ
تحرّك الإمام الحسين كان جهادًا في طريق الإسلام. فقد كان يعلم بأنّه لا يمكن
مواجهة هذا الظّالم بما كان لديه من سلطان، بهذا العدد القليل الّذي لم يكن يتجاوز
مائة نفر، طبقًا للحسابات الماديّة. ولكنّه كان يعلم جيّدًا أن الاستشهاد في سبيل
الله هو الّذي يحقّق النّصر للإسلام ويجدّد حياته.
إنّ شهادة شيوخ المحراب العظام، بدءًا بالشّهيد مدني - رحمه الله- وانتهاءً بشهيدنا
الأخير، هي الضّمان لانتصار الإسلام. إنّ شهادة هؤلاء العظام هي الّتي فضحت أعداءكم
أمام شعوب العالم مهما كان تأييد العالم لهم. إنّ منظّمة العفو الدولية ذاتها،
الّتي تختلق ضجّة من الأكاذيب، تمتلك الدّليل القاطع وهو اعتراف المنافقين بجريمتهم.
إذ أنّ هذه الجرائم مذكورة في منشورات المنافقين. إنّهم أعداء الإسلام، أعداء
الشّعب، أعداء المسلمين، وقد جنّ جنونهم لأنّهم فشلوا في تحقيق أهدافهم وكانت لهم
سلطة على هذا البلد أسوأ من سلطة محمّد رضا (بهلوي).
صحيفة الإمام (ترجمة عربية)، ج17، ص 54.