يقول الإمام الخميني قدّس سرّه:
قال الله تعإلى: (قل انما اعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى)[1].
بيّن الله- سبحانه- في هذه الآية الشريفة المسيرة الانسانية من المبدأ الاول
للطّبيعة المظلمة حتى المنتهى. وقد اختار إله العالم، من بين كلّ المواعظ أفضلها،
ليضع إزاء الانسان كلمة تمثّل طريق الاصلاح الوحيد للعالمين: القيام لله، الّذي
أوصل ابراهيم خليل الرّحمن- إلى مقام الخلّة، وحرّره من أسر المظاهر المختلفة لعالم
الطبيعة.
اطرق كالخليل باب علم اليقين أصرخْ بنداء (لا أحب الآفلين).
القيام لله هو الّذي نصَر موسى الكليم بعصاه على الفراعنة وألقى بتيجانهم وعروشهم
في مهبّ الرّيح، وهو الّذي أوصله أيضًا إلى ميقات المحبوب وأحلّه مقام الصّعق
والصّحو.
القيام لله هو الّذي نصر خاتم الانبياء (ص) بمفرده، على كل عادات الجاهلية
وتقاليدها، وطهّر بيت الله من الاصنام وأحلّ محلّها التوّحيد والتّقوى، وهو الّذي
أوصل هذه الذّات المقدّسة أيضاً إلى مقام قاب قوسين أو أدنى.
إنّ الأنانية وترك القيام لله، هما اللّذان أوصلانا إلى هذا اليوم الأسود، وسلّطا
علينا كلّ بني الدّنيا، وجعلا البلدان الاسلامية تحت هيمنة الآخرين.
القيام من أجل المنافع الشّخصيّة، هو الّذي قضى على روح الوحدة والأخوّة لدى أبناء
الأمّة الاسلاميّة.
القيام للنّفس (الذّات) هو الّذي فرّق بين أكثر من عشرة ملايين شيعي وباعد بينهم
بنحو أضحوا فريسة لثلّة من عبدة الشّهوات المتربّعين على كراسي السّلطة.
* صحيفة الإمام (ترجمة عربية)، ج1، ص 43.
[1] سورة سبأ، الآية 46.