يقول الإمام الخامنئي (دام ظله):
من الأشياء التي تُعينكم هو ما ذكره أمير المؤمنين عليه السلام بشأن النبي المكرّم
صلّى الله عليه وآله وسلم: "طبيب دوّار بطبّه قد أحكم مراهمه واحمى مواسمه..." فلا
ينبغي أن نحبس أنفسنا وراء الطاولة وداخل الغرفة فظهورنا بشكل إداري نحن جماعة
المشايخ والعلماء ليس لصالحنا ومهما كانت مسؤوليتنا فلا ينبغي أن نفقد هذه الحالة
الطلابية والحوزوية والآخوندية حيث إنّ الأُنس يكون بالناس والتحرُّك بينهم والحديث
معهم وبلغتهم والاستماع إلى همومهم.
فنحن قد شاهدنا هذَين الوضعين بين المشايخ، فمنهم من لم يكن لديه أيّ سمة رسمية
وإدارية وأمثالها، لكنّه كان يتصرّف مع الناس عند لقائهم كشخص إداري جامد؛ لا
يتمتّع بأيّة مرونة أو اهتمام أو محبّة أو بشاشة، وقد شاهدنا عكس هؤلاء، أشخاصاً
كانوا يتولّون مسؤوليات إدارية، ولكنّهم في أيّ مكان كانوا يتواصلون مع النّاس
ويتصرّفون بمحبّة وأبويّة وإشفاق واهتمام، فهذا هو الوضع الصحيح والحسن فهذه أيضاً
قضية، أي عدم إنزواء هذه المجموعة في القوالب التنظيمية. وهذا لا يعني أنّني أخالف
التنظيم؛ فبدون التنظيم والتشكيلات لا يمكن أن يكون هناك إدارة وعمل، كلّا فأنا
أعتقد بالتنظيم ولكنّني أعتقد أنّ هذا التنظيم لا ينبغي أن يُخرجنا من هويّتنا.
فوصيّتي الأخرى موجّهة إلى المجموعة الإدارية منكم أنّه مهما أمكن تعديل وتنظيم
الأنشطة لصالح القاعدة مقابل المركز أي العمل أكثر للقاعدة من المركز أي التوجّه
للأرض، فعديد المركز إنّما هو للتخطيط وتنظيم الأفكار ورسم المسارات المتوسطة
والاستراتيجية وأمثالها، فيجب الحفاظ على المركز بهذا الحجم. ولو توسّع حجمه فسوف
يوجد مشكلات ويؤدّي إلى إثقال الجسم...
* خطاب الإمام الخامنئي (دام ظلّه) مسؤولي ممثليّة القيادة في الجامعات 28/رجب/1431هـ.