ينبغي أن يكون التبليغ صانعًا للأحداث، وينبغي أن يكون صانعًا للرأي، وينبغي أن
يكون عاملًا في إيجاد الأجواء والآراء؛ فالرأي العامّ هو وجودُ مفهومٍ أو معرفةٍ
شاملةٍ في بُرهةٍ من الزمان على مستوى المجتمع. ومثل هذا الأمر لا يمكن أن يتحقّق
بالأعمال المنفردة غير المخطّطة؛ فإنّ هذا الأمر يحتاج إلى التخطيط والعمل الفعّال،
وهو يشبه النفخ بواسطة آلة الضغط التي يمكن أن تُوصِل الماء، أو سبب الحياة، أو
الهواء، إلى الأماكن المختلفة التي نريدها. وعلينا أن نستمرَّ في النفخ حتّى تبقى
الشعلة قائمةً. فلا ينبغي أن يتوقّف هذا العملُ أبدًا، وهو يحتاج إلى التخطيط.
فلأجل أيّ شيءٍ تكون صناعة الرأي العامّ؟ لأجل أن تتكامل المعرفة الدينيّة عند
المخاطَبين، فالمعرفة الدينيّة إذا تكاملت وصارت متلازمةً مع الإحساس بالمسؤوليّة
والالتزام، توحّد التحرّك والعمل؛ وهذا ما كان يسعى إليه الأنبياء، الثقافة الصحيحة،
والمعرفة الصحيحة فيما يتعلق باليقظة والوعي، فهذه هي فعاليّات التبليغ، والآثار
والنتائج التي تترتب عليه.
خطاب الإمام الخامنئي يوم المباهلة محرم 1431هـ.