الأمر الآخر الذي يُعتَبَر من أولويّات التبليغ، هو أن نُزيلَ عن صفحة الإسلام،
مسألةَ فصل الدين عن السياسة. فالإسلام هو ذلك الدين، الذي عبادتُه ليست منفصلةً عن
سياسته، وكلُّ مَن يقول بغير ذلك، فإنّه إمّا أن يكون مُغرِضًا وخائنًا، وإمّا أنّه
جاهلٌ لا يعلم شيئًا. فالإسلام هو الدين الذي كان نبيُّه والمبلِّغُ له حاكمًا
للناس، والإسلام هو الدينُ الذي وُضِعَت أحكامُه من أجل إدارة حياة المجتمع، وليست
السياسة إلّا إدارة شؤون المجتمع، والإسلام هو الدين الذي تتركّز معظم أحكامه في
مجال حياة الناس وكيفيّة إدارة هذه الحياة.
كان بعضُ الأشخاص يريد أن يعزل الإسلام جانبًا في المساجد، وهم الأشخاص الذين
أرادوا أن يُسيطِروا على مجريات الحياة ومقاليد الأمور في البلدان الإسلاميّة. وفي
سبيل أن يغتصبوا زمام الأمور، لم يكن أمامهم سوى أن يطردوا الإسلام، ويحصروه في
زوايا المساجد ومحاريب المعابد، ويمنعوه من الحضور الفعّال في ميدان الحياة
والمجتمع.
إنّ فصل الدين عن السياسة تهمةٌ كبيرةٌ وُجِّهَت للإسلام، وإنّ من أهمّ الأولويّات،
في مجال التبليغ الإسلاميّ، وضعَ حدٍّ لفصلِ الدين عن السياسة، وإنهاءَه بشكلٍ كاملٍ
وحاسمٍ.
محاضرات القائد، الفكر الأصيل، منظّمة الإعلام الإسلاميّ، 1410هـ.