هناك اتجاه يحصر الإسلام بحفنة من الأعمال العبادية، أو على أكثر الاحتمالات، بمجموعة من الممارسات الشخصية، وينتزع منه أهم جوانب الحياة، ويجرده من السياسة والاقتصاد ومن العلاقات الاجتماعية والأعمال المهمة، ويصوّره وكأنه مجرد عقيدة قلبية وعمل فردي، ويحبسه كحد أقصى في إطار الأسرة والعلاقات العائلية. وهذا ليس هو الإسلام الذي يهفو إليه عالم اليوم، فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما دخل المدينة أقام فيها حكومة إسلامية تولى هو قيادتها. ولو كان للإسلام أن ينتشر بدون اقتدار وبدون النظر في القضايا السياسية للدولة والمجتمع، لفوّض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحكومة لمن كانوا يطمحون إليها وانشغل هو بشؤون التبليغ ولسار على نحو يقتصر على بيان الأحكام ونصيحة الناس، ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقام نظاماً إسلامياً.
(كلام للإمام الخامنئي في وسائل الدعوة الإسلاميّة ومبانيها، بتاريخ 28 محرّم 1419هـ.)