عندما يشاهد البشر أمواج الظلمات والظلم المتراكمة فإنهم يصابون باليأس أحياناً. وذكرى الإمام المهدي المنتظر تدل على أن الشمس سوف تشرق والنهار سوف يطلع. نعم، هناك ظلمات وهناك ظالمون وظلمانيون في العالم، وقد كانوا منذ قرون طويلة، غير أن نهاية هذه الليلة السوداء الظلماء هي بلا شك إشراق الشمس. هذا هو الشيء الذي يعلمنا أياه الاعتقاد بالإمام المهدي المنتظر، وهذا هو الوعد الإلهي المضمون.
في ثنائية الأمل واليأس يجب أن لا نصاب باليأس: «لا تَيأسوا مِن رَوحِ اللهِ إنّه لا ييأَسُ مِن رَوحِ اللهِ إلَّا القَومُ الكافِرون»، الواردة في سورة يوسف. وهذا الأمر يتعلّق بالشؤون الدنيوية. «لا تَيأسوا مِن رَوحِ الله» لا تتعلّق بالشؤون المعنوية، [بل] بالعثور على يوسف: «يا بَنِي اذهَبوا فَتَحَسَّسوا مِن يوسُفَ وَأخيهِ وَلا تَيأسوا مِن رَوحِ الله». «لا تَيأَسوا مِن رَوحِ الله» في العثور على يوسف وهو شأن دنيوي. إذن، «لا تَايئَسوا مِن رَوحِ الله» أمر عامّ في الشؤون الدنيوية. طبعاً الحالة نفسها تنطبق على الشؤون الأخروية، بيد أن الآية تتعلّق بالشؤون الدنيوية. «لا تَيأسوا»، ولماذا يصاب الإنسان باليأس؟ لا، فنحن نأمل أن نستطيع تمريغ أنف هذه القوى المستكبرة في التراب ونذلّها، ويمكننا فعل ذلك، نحن متفائلون آملون. إذا ما سعينا وعقدنا الهمم، وأردنا، وتوكّلنا على الله، وطلبنا من الله، فإن ذلك سيكون ممكناً.
كلمة للإمام الخامنئي دام ظله بتاريخ ٢٠١٩/٣/١٤.