إنّ الأصل المتعلّق بقضيّة التبليغ ناظر إلى العمل المتلازم مع البصيرة واليقين. واليقين هو ذلك الإيمان القلبيّ الملتزم، الذي ينبغي أن يتحقّق، وعلى أساس هذه البصيرة واليقين ينشأ التحرّك، وإذا بلّغنا شيئاً ولكن بدون البصيرة وبدون اليقين، فإنّ أحد الأسس يكون قد تهدّم، ولن نصل إلى المطلوب، إنّ هذا اليقين هو هذا الذي جاء فيه: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ}[1]، إنّ أوّل من يجب أن يعتقد ويؤمن بشكل عميق بالرسالة هو نفس حاملها؛ فلو لم يكن هذا، فإنّ العمل لن يتابَع، ولن يكون نافذاً، وهذا الإيمان ينبغي أن يتلازم مع البصيرة، فعندئذ يكون العمل صالحاً، أي {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}[2]، ففي الواقع يكون العمل الصالح والمصداق الأتمّ، هذا هو التبليغ الذي يجب أن نقوم به.
(من خطاب للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) حول الأركان الأساسيّة للتبليغ، بتاريخ 23 شعبان 1418هـ.)
[1] سورة البقرة، الآية 285.
[2] سورة العصر، الآية 3.