وأمّا فيما يتعلّق بالموعظة الحسنة، حيث إنّني لا أستعمل عبارة التربية؛ لأنّ لها معنىً أعمّ، إنّ قضيّة المسلك ضروريّة بالإضافة إلى قضيّة اللسان، وما قيل: "كونوا دعاةً الناس بغيرِ ألسنتكم" ينطبق هنا، فما يُلّين القلوب ويُخضع المعاندين هو السلوك الصحيح والجيّد، ولا شكّ في أنّ السلوك الحسن يشمل الأخلاق الحسنة، والتواضع، والصدق في القول والموقف، والصراحة في بيان الحقيقة، والترفّع عن الأمور المادّيّة والدنيويّة، فهذه الأشياء هي التي تدلّ على الخلوص في العمل، ولو أنّنا حصلنا على هذا الإخلاص العمليّ -بتوفيق الله سبحانه- فإنّه بالطبع سيظهر في أفعالنا وأقوالنا؛ لهذا فإنّ النقطة الأساسيّة في تحقّق ذلك هو أوّلاً: لسان الموعظة والنصيحة الأخويّة، وفي بعض الموارد الأبويّة الشفيقة، وثانياً: السلوك والعمل.
(من خطاب الإمام الخامنئيّ في يوم المباهلة في شهر محرّم 1431هـ.)