يجب أن نصلح أنفسنا من الداخل، والإصلاح الدائم من تكاليفنا الدائمة، وكيف نصلح الداخل؟ أن نبدأ أوّلاً من أنفسنا، أنا العبد الحقير المذنب العاصي أبدأ من نفسي، وهكذا بالنسبة للآخرين، ففي البداية نصلح ما بيننا وبين الله، وما سيسألنا غداً عنه، ونفكّر: "واستعملني بما تسألني غداً عنه"[1]، إنّ هذا ينبغي أن يكون من ضمن الأشياء التي تبقى في أذهاننا. فإذا ما بدأنا بإصلاح أنفسنا، حينها يصبح إصلاح المجتمع بالنسبة لنا سهلاً، وإصلاح المجتمع أسهل من إصلاح النفس، فالمرء يشاهد القلوب المستعدّة والمهيّئة لقبول الكلام والمنطق في هذا المجتمع الكبير، شبابنا، ورجالنا، ونساؤنا، يرى الإنسان أنّهم يصغون، فإذا تكلّمنا فإنّهم يستمعون، وإذا استمعوا فمن المحتمل جدّاً أنّهم يتأثّرون، وإذا تأثّروا فسيظهر ذلك في عملهم، هذه هي القضيّة، قضيّة إصلاح الباطن.
(من خطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء الطلّاب الأجانب في الحوزة العلميّة 17 ذي القعدة 1431هـ)
[1] الصحيفة السجاديّة، (تحقيق الأبطحيّ)، ص 110.