إنّ دافعَنا الدائم -نحن الطلبة- هو السعي لأداء التكليف، فعالَم الطلبة يختلف عن شكل الأجهزة الإداريّة ومحتواها وآليّاتها؛ فتارةً قد يُستخدَم المرء لطهي طعام في وليمة، ومن الطبيعيّ أن يُطالِب بكمّيّةٍ كبيرةٍ من الزيت واللحم، ونوعيّةٍ مفضّلة من الرزّ، وقائمةٍ طويلةٍ من موادّ أخرى، ومعلومٌ أنّ عدم تلبية طلباته سيعرقِل عمله، ومن ثمّ لن يقوم بالمطلوب.
وتارةً قد تكونون بين جماعة، مثل أفراد الأسرة أو أصدقائكم. والمثال البارز العامّ هو جبهة الحرب، فافترضوا مثلاً أنّ زملاءكم شعروا بالجوع، وكنتم في منطقة نائية، وأنتم تجيدون الطهي، في هذه الحال تتلاشى القيود والشروط، وتندفعون بمحض إرادتكم ورغبتكم، وبكلّ قوّتكم وقدرتكم لإعداد الطعام، وأحياناً يكون هذا الطعام ألذَّ من غيره؛ لأنّه ثمرة الرغبة الصادقة والمحبّة وحسّ المسؤوليّة. نحن الطلبة، كان عملنا هكذا منذ البداية، فعندما كنّا نذهب للخطابة في مكان ما، كان ذهابنا أحياناً بناءً على دعوة وُجِّهت إلينا، وأحياناً دون أيّة دعوة، وهذا هو الغالب، فكانت غايتنا إيصال الموضوع الذي طالعناه وأعددناه إلى الناس.
(من خطابٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظله)، بتاريخ 5/12/1370هـ.ش).