على الحوزات الالتفات إلى أمر التبليغ بشكل جدّيّ؛ أي أن يُجرى له برمجة وتخطيط، ففي الحوزة ذخيرة تبليغيّة عظيمة من الروحانيّين الشباب المستعدّين للتبليغ والخطابة. بالطبع، إنّ الطلّاب يمارسون التبليغ، وباندفاع ذاتيّ وبشكل دائم، سواء أكان ذلك بدعوة أم بلا دعوة، وسواء كانت المواضيع المطروحة جيّدةً ومفيدةً أم قليلة الفائدة. على أيّ حال، فإنّ هذه الطريقة لا تؤدّي أيّة نتائج مدروسة؛ لأنّها تفتقد إلى التخطيط، فلو كان -لا سمح الله- طلبة يبلّغون في مكان ما بأمور لا فائدة فيها، فإنّه لا يوجد حينئذٍ من يقف أمامهم ليتلافى ما ألحقوه من خسارة؛ لأنّه لا يوجد تخطيط مسبق، فيجب على الحوزات أن تبحث أين يجب أن يجري التبليغ، وما هي الوسائل، وما هو المحتوى والمضمون، وما هو الهدف المرسوم، ماذا نريد أن نصنع بالمخاطَب. فأحياناً يجري التبليغ من أجل تعبئة الناس للذهاب إلى جبهات الحرب لمدّة شهر أو شهرين أو ستّة أشهر، وهذا هدف، وقد يكون الهدف من التبليغ بناء إنسان مؤمن يعيش عمره مؤمناً متديّناً، وقد تحدث أحياناً قضيّة من القضايا المؤقّتة، وتحتاج إلى تبليغ، عندها يجب التخطيط للتبليغ بما يناسب هذه القضيّة، فيجب أن تكون في الحوزات أجهزة خاصّة للتخطيط والبرمجة التبليغيَّين، تتولّى العمل وإعداد الأشخاص، وتهيئة الأساليب الحديثة في التبليغ، ووضعها تحت تصرّف هؤلاء المبلّغين.
(من كلام الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 1/4/1361هـ.ش.)