يتعيّن علينا القيام بتنظيم التبليغ بأفضل نحو. فبالتنظيم نستفيد من القوى، مهما صغُرت، في موردها المناسب. فكما أنّكم تارةً تنقلون المياه من مكان إلى آخر بوعاء، وتارةً أخرى عبر الأنابيب، وتلاحظون أنّكم في الحالة الثانية لا تهدرون قطرة واحدة من الماء. وهكذا العمل المنظّم لا يهدر الطاقات، إنّ تنظيم التبليغ يمنع من هدر أيّ طاقة، كالماء الذي لا يتبخّر ولا يترسّب في الطين ولا يتبدّد في غير موضع الحاجة إليه، فأحياناً تذهب كمّيات كبيرة من المياه سُدىً أثناء سقي إحدى الحدائق؛ وهذا يعني أنّ الماء الضروريّ للحياة قد دمّر الحديقة، وحوّلها إلى أرض موحلة. وفي بعض الحالات يكون تبليغنا مشابهاً لهذا المثال؛ أي كانت هناك حاجة لمبلِّغ في منطقة ما، فإنّنا نرسل ثلاثة أضعاف العدد المطلوب من المبلّغين، فتكون النتيجة مناقضة للهدف التبليغيّ! إنّ التنظيم يحول دون هذه السلبيّات.
(من كلام للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 12/ربيع الأوّل/1412هـ.)