إنّ التبليغ فنٌّ، ويحتاج إلى تعليم ودراسة، وكذلك يحتاج إلى استعراض ضروريّات التبليغ ومستلزماته أوّلاً بأوّل. هذه أمورٌ لا بدّ منها؛ فعلى المجتمع التبليغيّ أن ينجز أعماله بشكلٍ صحيح، وعليه أن يتعلّم فنّ التبليغ، وعلى أشخاص آخرين أن يتعلّموا هذا الفنّ ويعلّموه ويكمّلوه، ومضافاً إلى ذلك - كما قلنا- لا بدّ من تهيئة ما يحتاجه التبليغ والمبلِّغ، وما يستجدّ يوماً بعد يوم، ووضعه تحت اختيارهم.
فأيّ شيء نقوله اليوم للناس؟ وفي أيّ مكان تكون الأولويّة؟ ولأيّ مطلب؟ فبعض المسائل الدينيّة ينبغي ذكرها للجميع في المستوى العامّ كالأخلاقيّات ومعارف الدين والسياسة التي يحتاج إليها الجميع، أو المسائل المتعلّقة بالنظام أو المسائل الموسميّة من قبيل الانتخابات، فعلى المبلِّغ أينما ذهب أن يرشد الناس إلى أهمّيّتها، وهذا أمر واجب وضروريّ؛ فهذه الأمور تتعلّق بجمع بعض المواضيع مواطن الابتلاء، ولا تختصّ بطبقة أو مكان معيّن إلّا أن تتعلّق ببعض المواطن، فمثلاً الوسط المثقّف والشباب الجامعيّين تُلمس الحاجة إلى أمور ربّما لا تلمس الحاجة إليها في مكان آخر، ولا بدّ من شخص يبيّنها.
(من كلام للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 25 شعبان 1416ه.)