لقد قلتُ مراراً: إِنّ علينا أن لا نتصوّر أنّ كرامة الجيل الحالي من العلماء، قد أدّت إلى توجّه الشعب نحو هذه الثورة، كلّا، فهذا خطأ، حيث إِنَّ كرامة العلماء منذ ألف سنة، والتي كانت ذخيرةً لا تنفذ، قد أدّت إلى هذا النصر وهذا النجاح. إنّ هذه الكرامة التي عمرها ألف سنة هي نتيجة قرون طويلة من علم العلماء الكبار وتقواهم؛ أي إنّ العلّامة الحلّيّ له دور في ذلك، والمحقّق والمجلسيّ والشهيدين والشيخ الطوسيّ والسيّد المرتضى والشيخ الأنصاريّ، كلٌ له دور، والعلماء الكبار في النجف لقرونٍ طويلة لهم دور، وعلماء قمّ لهم دور، والمرحوم الحاج الشيخ (آية الله العظمى عبد الكريم الحائريّ) له دور، والمرحوم السيّد البروجرديّ له دور؛ أي إنّ آلاف الناس الممتازين قد أمضَوا أعماراً في الطهارة والتقوى، وأنشؤوا مؤسّساتٍ علميّةً رفيعةَ المستوى، وكتبوا مؤلّفاتٍ علميّةً، حتّى اعتقدَ المجتمعُ والشعبُ تدريجيّاً بالعلماء بصورة جذريّة...
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 22 شعبان 1413ه)