الفكر الماركسيّ الإلحاديّ عجز في المدى الطويل عن تقليل شأن المعارف الإسلاميّة في العالم، ولم تكن له إلّا جولةٌ أخفق من بعدها. وكذا الحال أيضاً بالنسبة إلى مباني الغرب وثقافته الحاليّة التي تقف في مواجهة معارف الإسلام وأحكامه في كثير من المواقف والميادين، لكن على نحوٍ آخر، وعن طريقٍ آخر، فهي أيضاً غير قادرة على الانتقاص من حلاوة معارف الإسلام وأحكامه؛ فالإنسانيّة اليوم متعطّشة إلى الإسلام. إنّني أؤيّد المقولة التي طرحها بعض المفكّرين بأنّ «القرن الميلاديّ المقبل سيكون قرنَ الإسلام»، وهو ما تؤيّده تجاربنا ونظرتنا إلى الساحة العالميّة، لكن بشرط أن نتمسّك -نحن دعاة الإسلام- بواجباتنا، فنحن إذا أدّينا ما علينا من الواجبات تغدو الأرضيّة مهيَّأة. هذا مضافاً إلى ما تتّسم به المعارف الإسلاميّة من قدرة على ترسيخ جذورها في أعماق القلوب في أرجاء العالم كلّه.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 28 محرّم 1419ه)