نحن اليوم بحاجة إلى تعريف الحسين بن عليّ للعالم، فالعالم يعاني من الظلم والفساد والدناءة واللّؤم، وهو بحاجة لمعرفة التحرّر الحسينيّ والحرّيّة الحسينيّة. الناس في العالم، والشباب في العالم والشعوب غير المغرِضة تخفق قلوبهم لمثل هذه الحقيقة. إذا جرى تعريف الإمام الحسين (عليه السلام) للعالم، فسيكون ذلك تعريفاً للإسلام والقرآن. تطلق الدعاية والإعلام في الوقت الحاضر ضدّ الإسلام والمعارف الإسلاميّة بمئات الوسائل. ومقابل هذا الحراك العدائيّ لجبهة الكفر والاستكبار يمكن لحركة المعرفة الحسينيّة أن تتصدّى بكلّ قوّة وتقف وتُعرّف حقيقة الإسلام وحقيقة القرآن للعالم. منطق الحسين بن عليّ (عليهما السلام) هو منطق الدفاع عن الحقّ ومنطق الصمود والثبات مقابل الظلم والطغيان والضلال والاستكبار. هذا هو منطق الإمام الحسين، والعالم اليوم بحاجة إلى هذا المنطق. يشهد العالم اليوم سيادة الكفر والاستكبار والفساد. يشهد العالم اليوم سيادة الظلم، ورسالة الإمام الحسين (عليه السلام) رسالة إنقاذ العالم... إنّها دماء الحسين بن عليّ بعد 1400 عام تفور وتغلي وتتجدّد يوماً بعد يوم وتزداد حياة يوماً بعد يوم. هذه هي رسالة عاشوراء التي تعالت من حنجرة أبي عبد الله وحنجرة زينب الكبرى (سلام الله عليهما)، وهما بمنتهى الغربة والتوحد، واستغرقا ويستغرقان أجواء العالم اليوم. الحسين (عليه السلام) هو للإنسانيّة، ونحن الشيعة نفخر بأنّنا أتباع الإمام الحسين، لكنّ الإمام الحسين ليس لنا وحدنا فقط، فالمذاهب الإسلاميّة والشيعة والسنّة، كلّهم تحت لواء الإمام الحسين.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 18/09/2019م)