الشهداء اختاروا الطريقَ الصحيح، واختارهم اللهُ للوصول إلى المقصد. قيمة الشهداء غير قابلة للحساب بحساباتنا المادّيّة؛ لقد فاز الشهداء بأفضل تجارة في العالم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ﴾[1]...
الشهادة هي القمّة، والقمّة من دون السفح لا معنى لها، الكثير منّا يتمنّى الوصول إلى تلك القمة، فعلينا عبور السفح لنصل إليها. ما هذا السفح والمسار؟ إنّه الإخلاص، إنّه الإيثار، إنّه الصدق، إنّه المعنويّة، إنّه المجاهَدة، إنّه الصفح، إنّه التوجّه إلى الله، إنّه العمل من أجل الناس، إنّه السعي من أجل العدالة، إنّه السعي من أجل إرساء حاكميّة الدين. هذه التي تحدّد المسار، وإن مشيتم في هذا المسار، فقد تصلون إلى القمّة. لا ينبغي نسيان المعنوية...
تأليف الكتب وصناعة الأفلام والخدمات حول ذكرى هؤلاء الشهداء وأسماء الشهداء، كلّها أعمال جيّدة. مضافاً إلى هذه الأمور لا بدّ من أمور أخرى، من جملتها التحليلات والاستنتاجات الاجتماعيّة والنفسيّة حول هذه المذكّرات، بناءً على العنصر القويّ للدين. هذه الأم وهذا الأب مستعدّان لإرسال ابنهما الوحيد إلى ميدانٍ قد لا يعود منه! من أين ينشأ هذا [الدافع]؟ وهل ينشأ من شيء غير النظرة إلى الدين ورضا الله والثواب الإلهيّ والواجب الدينيّ؟ هذا الشابّ نفسه الذي يتحرّك على هذا النحو، ويذهب أمام هذه الأخطار الكبيرة ويتصدّى لها بروحه وبصدره، فيه دافع دينيّ...
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع القيّمين على مؤتمر إحياء الذكرى لشهداء محافظة زنجان، بتاريخ 2021/10/16م)
[1] سورة الصفّ، الآيتان 10 و11.