كان الإمام يتحلّى بشخصيّة قويّة جدًّا، صلبة جدًّا، يمكنها الوقوف في وجه الصعاب. كان يتحلّى بالصراحة، صراحة القول، والصدق، فكان صادقًا في كلامه؛ وكلّ مخاطبيه كانوا يتلمّسون هذا الصدق في أقواله؛ كانت هذه جاذبيّات الإمام الشخصيّة. كما كان إيمان الإمام بالله وتوكّله عليه ظاهرًا في أفعاله وأقواله على السواء؛ فسواء أقواله وأفعاله، كانت كلٌّ منها تُظهِر مدى إيمانه بالله وتوكّله عليه. كانت هذه جاذبيّات الإمام.
إلى جانب هذه الجاذبيّات، كانت هناك بعض الجاذبيّات المرتبطة بالأصول التي طرحها الإمام. فمثلًا، من جملة المفاهيم التي طرحها الإمام للناس، كان الإسلام؛ الإسلام الأصيل، الإسلام المحمّديّ الأصيل. الإسلام الأصيل يعني الإسلام الذي ليس أسيرًا للتحجّر، ولا للالتقاط. ففي العصر الذي كان التحجّر فيه موجودًا، وكان الالتقاط فيه موجودًا، طرح الإمام الإسلام الأصيل، فكان هذا أمرًا جاذبًا للشابّ المسلم.
من جملة المباني الإعلاميّة وشعارات الإمام، كان الاستقلال، والحرّيّة، والعدالة الاجتماعيّة، والعدالة الاقتصاديّة. كانت هذه مباني الإمام التي طرحها، وهذه كلّها جذّابة.
ومن جملة مباني الإمام، الخروج من دائرة سلطة أميركا، وكان هذا أمرًا جاذبًا للشباب.
وأنا أقول لكم: إنّ الخروج اليوم من مخالب سلطة أميركا أمر جذّاب بالنسبة إلى الشباب، [حتّى] في البلاد التي لديها معاهدات طويلة الأمد مع أميركا؛ أي في بلدٍ مثل السعوديّة على سبيل المثال، التي هي في خدمة أميركا، إن استطلعتم آراء الشباب -وهذا معلوم ومجرّب- سترَون أنّ كلّ الشباب يمقتون الارتباط بأميركا، ويحبّون الخروج من سلطة الظالمين. كانت هذه واحدة من مميّزات [مباني الإمام].
(من كلام للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 04/06/2017م)