إنّ عداوة أعداء الحقّ وأعداء الله لا تنتهي، ثمّة عداواتٌ موجودة. إعمال هذه العداوات وتفعيلها من قِبَلِ أعداءِ الله يتعلّق بما يرونه من قدرةٍ لديهم على العداوة والخصومة؛ إذا شاهدوا ضعفًا من الطرف المقابِل، ولاحظوا أنّهم قادرون على إعمال عداوتهم، فإنّهم ينفّذونها ويقومون بها من دون أيّة مراعاة ولا أيّة مجاملة. أولئك الأشخاص الذين ينزعجون من ذكر كلمة العدوّ، ويقولون: لماذا تكرّرون دومًا كلمة العدوّ إلى هذه الدرجة؟ هم غافلون عن هذه المسألة؛ غافلون عن أنّ العدوّ، وبمجرّد أن يجد مجالًا، يسدّد ضربتَه دون أيّ تردّد ولا تأخير. يجب ألّا يُعطَى العدوّ هذا المجال، يجب ألّا يحدث أيّ عمل أو قول أو حال، ممّا يشجّع العدوّ على الاعتداء وتفعيل الخصومة. هذا أصلٌ، هو أصلٌ دائم، هذا أصلٌ عقلائيّ.
﴿رَبَّنَا اغفِر لَنا ذُنوبَنا وإسرافَنا في أَمرِنا وثَبِّت أقدامَنا وانصُرنا عَلَى القَومِ الكَافِرِینَ﴾[1]، أولئك الذين صمدوا، المقاتِلون البواسل، وأبطال ساحات المقاومة، الذين وقفوا مع الأنبياء، واستمدّوا العونَ من الله، وتحرّكوا، قد كافأهم الله على صمودهم وثباتهم؛ ﴿فآتاهُمُ اللهُ ثَوابَ الدُّنيا وحُسنَ ثَوابِ الآخِرَة﴾[2]. وليس الأمر بأنّكم إن جاهدتم في سبيل الله فإنّه -تعالى- سيعطيكم الجنّة فقط، كلّا، ليس ثواب الآخرة فقط، بل ثواب الدنيا أيضًا؛ ما هو ثواب الدنيا؟ ثواب الدنيا العزّة، الاقتدار، التقدّم، عنفوان شعب، وافتخار بلاد...
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 22/11/2017م)
[1] سورة آل عمران، الآية 147.
[2] سورة آل عمران، الآية 148.