أولئك الذين زلّت أقدامهم في حالات كثيرة رأيناها، كان السببُ فقدانَ التعمّق في أمور الدين والمعارف الإسلاميّة. لقد كانت هناك شعائر وشعارات وعواطف تجري على ألسنتهم، لكنّها لم تكن ذات عمق في قلوبهم؛ لذا رأينا في ماضينا أنّ أشخاصاً على قدر عالٍ من الاندفاع والحماسة، قد انقلب حالهم مئة وثمانين درجة. في السنوات الأولى للثورة كان هناك أشخاص -أعرفهم بخصوصيّاتهم وليس الكلام على العموميّات- ينكرون على بعض الأشخاص كالشهيد بهشتي بكلّ صراحة وبساطة انتماءه الثوريّ وفهمه الصحيح للثورة وخطّ الإمام، ثمّ بعد مدّة صار نهجُ هؤلاء إنكارَ مبادئ الثورة والنظام!
بعضهم ممّن هو منصف أكثر كان ينكر ذلك صراحةً، وبعضهم أنكره بأسلوبٍ ملتوٍ ومزوَّر. والأشخاص غير المنصفين كانوا أولئك الذين يتظاهرون بهذا، لكنّ باطنهم لم يكن كذلك. والسبب أنّه لم يكن لديهم عمقٌ. طبعاً هذا أحد العوامل. العامل الآخر هو الشهوات وطلب الدنيا، وأمثال هذه الأمور تقود حتّى من لديه عمق أيضاً نحو الانحراف. كان هناك أشخاص كثيرون ممّن لم يكن لديهم عمق. أحد الطرق لإحداث هذا العمق في اعتقادات الإنسان والمبادئ الفكريّة له وفي روحه وإيمانه هو الأنس بـ«القرآن». لذا، لا بدّ لكم في الحياة من أن تضعوا بالحسبان «القرآن» مع التدبّر، ولا تغفلوا عن ذلك.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 09/10/2005م)