يجب أن نسعى إلى إحياء روح العبوديّة في أنفسنا. العبوديّة تعني التسليم لله؛ أيْ كسر ذلك الصنم في داخلنا، فذلك الصنم، أي الأنا، يُظهِر نفسَه في عددٍ من المواضع. مثلاً، عندما تكون المصالح في خطر، وعندما لا يقبل كلامك أحد، أو يظهر شيء غير مطابق لرغبتك -حتّى لو كان مخالفاً للشريعة- أو تجد نفسك على مفترق طريقين: المصالح الشخصيّة في طرف، والواجب والتكليف في الطرف الآخر؛ في مثل هذه المآزق واللحظات الحسّاسة، يرفع ذلك الأنا الداخليّ للإنسان رأسَه، ويُظهِر نفسَه.
إذا تمكّنا من السيطرة على هذا الأنا الداخليّ، هوى النفس هذا، الفرعون الباطنيّ، هذا الشيطان في داخلنا، أو على الأقلّ أن نسيطر عليه بعض الشيء، فسوف تصلح الأمور كافّة. قبل كلّ شيء، سنَحقّق إنسانيّتنا ونصل إلى فلاحنا.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 26/04/1990م)