اعرفوا الوقت واللحظة والظرف، ثمّ بعد أن نعرف الوقت وندرك بأنّ الوقتَ وقتُ عمل، فعلينا أن ننجز ذلك العمل في حينه وفي وقته المناسب، وبذلك سنحقّق النجاح. فإذا لم نعرف الوقت، وحصلت غفلة، أو إذا لم نقم بالعمل اللازم في حينه وأوانه، عندها لن يكون لأيّ عمل فائدة تُذكَر.
والنموذج على ذلك من التاريخ حركةُ التوّابين. فالتوّابون هم الجماعة التي ثارت بعد وقوع حادثة كربلاء، واستشهاد حبيب قلب الرسول الإمام الحسين بذلك النحو، وبعد حصول تلك الحوادث كلّها، حيث غلت الدماء في عروقهم، ولاموا أنفسهم على قعودهم، فنهضوا وثاروا وانتفضوا، وكانوا جماعةً كبيرة، فساروا، وواجهتهم الحكومة، واستشهدوا جميعاً، وقُتِلوا. ولكن، هل كان لفعل مئة منهم من التأثير، بمقدار ما كان لفعل ذلك الغلام الذي استشهد في كربلاء؟ هل كان تأثير مئة فرد منهم يوازي تأثير شخص واحد، هو حبيب بن مظاهر الذي استشهد في كربلاء؟ لا، [لأنّهم] لم يقوموا بالعمل في وقته المناسب. فلو كنتم تريدون الدفاعَ عن الإمام الحسين وعن الرسول وعن حريم الولاية وعن حركة الحقّ مقابل باطل يزيد، كان يجب أن تفعلوا ذلك في يوم عاشوراء، لكنّكم خسرتم عامل الوقت، وأضعتم الفرصة. هذا هو التاريخ. لدينا في التاريخ نماذج من هذا القبيل وهي كثيرة. وحتماً لدينا نماذج من هذا القبيل في تاريخنا المعاصر أيضاً.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 18/02/2019م)