﴿وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾[1]
وردت كلمة ﴿وَاصْبِرْ﴾ في «القرآن» كثيراً، ولو أراد الإنسان قراءة الآيات، لوجد أن كلَّ واحدة منها بحرٌ من المعرفة، لكنّ الآية الشريفة ﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾، أيْ تستطيع بعون الله أن تصبر؛ بمعنى أنّ الاستقامة ستكون لامتناهية حينما تكون متّصلة بمقرّ الذكر الإلهيّ اللامتناهي. فإذا ربطنا الصبر، بمعنى الصمود والثبات والاستقامة ورفض التراجع، بذلك المنبع الأزليّ للذكر الإلهيّ، فلن تكون له نهاية. وإذا لم ينفد الصبر؛ فمعنى ذلك أنّ سير الإنسان نحو القمم كلّها لن يتوقّف أبداً، هذه القمم التي نتحدّث عنها هي قمم الدنيا والآخرة... قمّة العلم، وقمّة الثروة، وقمّة الاقتدار السياسيّ، وقمّة المعنويّة، وقمّة تهذيب الأخلاق، وقمّة العروج نحو عرش الإنسانيّة السامي. عندئذٍ لن يتوقّف أيّ منها؛ لأنّ التوقّف في حركتنا ناجمٌ عن غياب الصبر.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 09/09/2008م)
[1] سورة النحل، الآية 128.