يجب الالتفات أوّلاً إلى أنّ خطبة الجمعة وخطيبَها هما المتحدِّثان باسم الثورة الإسلاميّة... لا ينبغي لأحد أن تكون لديه توقّعاتٌ أخرى من خطيب الجمعة. إنّه المتحدِّث باسم الثورة الإسلاميّة، وهو المبيِّن لمبادئ الثورة والمطالِب بمطالبها، وهو ملْك الثورة. لقد كان على هذا النحو دائماً، وهو هكذا على مرّ التاريخ أيضاً.
يتمثّل الإنجاز العظيم لخطيب الجمعة في قدرته على إعادة إنتاج المفاهيم المعرفيّة والثوريّة وفقاً لاحتياجات اليوم. ثمّة مفاهيم كثيرة للثورة، أطلقنا شعاراتها ذات يوم، وكنا نتّبعها أيضاً، ولا نزال، لكن اليوم يجب تبيين تلك المفاهيم نفسها، وإعادة إنتاجها بأدبيّات جديدة ومناسبة لليوم. إنجاز إمام الجمعة هو في أن يكون قادراً على إعادة الإنتاج لمسألة العدالة والاستقلال ومساندة المستضعفين واتّباع الشريعة، وهذه الأشياء التي هي من مبادئ الثورة وأسسها، وهذه المفاهيم العظيمة، بلغة اليوم ولغة جيل الشباب؛ [فهو] المتحدِّث باسم الثورة.
يجب أن تكون الخطب مليئةً بالمضمون، وهادفةً، ومجيبةً عن أسئلة الناس. ثمّة أسئلةٌ يمكنكم في الخطبة أن تبيّنوا إجاباتها، من دون أن تشيروا إلى السؤال الذي يدور في أذهان الناس.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 27/07/2022م)