منذ بداية الثورة أثاروا قضيّة المرأة. لقد أطلقوا ادّعاءاتٍ فارغة، بأنّهم يريدون مساندة المرأة الإيرانيّة وما شابه. مرّةً جديدة أثاروا قضيّة المرأة، أخيراً بحجّة الحجاب ونحوه، ويكرّرون المحاولات الفاشلة عينها مرّةً أخرى.
حسناً، قبل بضع سنوات، سألني أحدهم: ما دفاعك مقابل الغرب في ما يتعلّق بقضيّة المرأة؟ قلت: ليس لديّ دفاع، لديّ هجوم! هم عليهم أن يدافعوا وأن يجيبوا؛ لقد حوّلوا المرأة إلى سلعة. دفاع؟! أنا لا أدافع. نحن المدَّعون في قضيّة المرأة.
إذاً، ما المسألة الآن؟ ما السبب في أنّكم فجأةً ترَون أدوات الدعاية ووسائل الإعلام الرسميّة والحكوميّة لأميركا وبريطانيا وبعض الأماكن الأخرى ومرتزقتها وأتباعها؟! فجأةً، يتهافتون على قضيّة المرأة في مدّة معيّنة، ويجدون ذريعة أيضاً، [مثل] قضيّة الحجاب وما إلى ذلك! لماذا يفعلون ذلك؟ هل حقّاً هؤلاء يريدون الدفاع عن حقوق المرأة والمرأة الإيرانيّة؟! أليس هؤلاء هم أنفسهم الأشخاص الّذين لو استطاعوا أن يقطعوا المياه عن هذا الشعب، لَقطعوها؟! هل هؤلاء تحترق قلوبهم على المرأة الإيرانيّة؟! لقد منعوا وحظروا أدوية الأطفال المصابين بمرض الفراشة[1]! وهم أطفال! الحظر الشامل على الشعب الإيرانيّ! هل هؤلاء حريصون على المرأة الإيرانيّة؟! هل يمكن لأحد أن يصدّق ذلك؟!
ما القضيّة؟ إنّ حقيقة المسألة هي أنّ المرأة الإيرانيّة الشريفة والموهوبة، وجّهت إحدى أكبر الضربات إلى الحضارة الغربيّة. هؤلاء قلوبهم مليئة [بالحقد]. [هذا العمل] فعلته النساء. ناهيكم عن مجموع تحرّكات الجمهوريّة الإسلاميّة، وجّهت المرأةُ الإيرانيّة إحدى أهمّ الضربات إلى المزاعم والأكاذيب الغربيّة، كيف؟ منذ سنوات -مئتي عام- كانوا يقولون: إنّه إذا لم تتحرّر المرأة من القيود الأخلاقيّة والشرعيّة، ومثل هذه الأشياء، فلن تكون قادرة على التقدّم أو الوصول إلى المستويات العالية، العلميّة والسياسيّة والاجتماعيّة وغيرها. يقولون: إنّ شرط وصول المرأة إلى مراتب اجتماعيّة وسياسيّة عالية وما إلى ذلك، هو التخلّي عن هذه القيود الأخلاقيّة.
لقد دحضَت المرأة الإيرانيّة ذلك عمليّاً. ظهرت المرأة الإيرانيّة في المجالات كافّة بنجاحٍ واعتزازٍ، وبحجابٍ إسلاميّ... إنّ الداخلين إلى جامعاتنا، إمّا 50% وإمّا أكثر من 50%، هم من فتياتنا ونسائنا. وعالِماتُنا يؤدّين دوراً في المراكز العلميّة الحسّاسة والمهمّة الّتي زرتُ بعضَها بنفسي شخصيّاً. إنّ النساء بين الأبرز في مجال الأدب والأدبيّات والشعر والرواية والسيرة. في مجال المسابقات الرياضيّة... تقف الفتاة الإيرانيّة على المنصّة الأولى للمسابقات، وترفع العلم والنشيد الوطنيّ الإيرانيّ أمام أعين مئات الملايين من مشاهدي التلفاز حول العالم، وهي محجّبة، ولا تصافح ذلك الرجل الذي يأتي لتقديم الميداليّة إليها؛ أي تراعي الحدّ الشرعيّ، فهل هذا شيء بسيط؟
سأذكر حالةً في المجال السياسيّ. في زمن الاتّحاد السوفييتّي السابق، وفي إحدى أهمّ الحالات لتسليم الرسائل السياسيّة بين البلدين[2]، أرسل الإمام وفداً من ثلاثة أشخاص، كان أحدُهم امرأة[3]، امرأة قويّة! (رحمة الله عليها).
في مسؤوليّات الإدارة الحكوميّة، قامت نساؤنا، بالحجاب وبالعباءة، بأفضل نحوٍ من الإدارة في ذلك القسم المتعلِّق بهنّ. في القضايا العلميّة والأدبيّة، ومقدِّمي البرامج في الإذاعة والتلفاز، هنّ أفضل المقدِّمين. في مختلف المجالات، كانت المرأة الإيرانيّة حاضرةً، ووصلت إلى أعلى المستويات بالحجاب الإسلاميّ وبمراعاة الحجاب، هذا أمر مهمّ جدّاً، وهو المُبطِل لمئتين أو ثلاثمئة عامٍ من الجهد والسعي للغرب. لا يمكنهم تحمّل ذلك؛ يغضبون ويخبطون رؤوسهم بالأبواب والجدران حتّى يتمّكنوا من فعل شيء، ثمّ تشبّثوا بقضيّة الحجاب. يتشبّثون بشيء واحد، وينفّذون الدعاية. انظروا، هذا هو السبب في بثّ الشبهات، وتظاهر العدوّ هو ما تشاهدونه وترَونه.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 27/07/2022م.)
[1] اسمه العلميّ انحلال البشرة الفقاعيّ.
[2] تسليم الرسالة التاريخيّة للإمام الخمينيّ (قُدِّس سرّه) لميخائيل غورباتشوف (آخر زعيم للاتّحاد السوفييتيّ).
[3] السيّدة مرضيّة حديدتشي دباغ (خانم مرضیه حدیدچی دباغ).