[ينبغي] أن تكون [الخطب والكلمات] على نحوٍ ترَون نتيجتها في اجتماع صلاة الجمعة. فإذا كان ما تفعلونه ناجحاً، ينبغي أن يظهر أثره في اجتماع صلاة الجمعة. إذا رأيتم أنّ هذه الأعمال التي فعلتموها لم يكن لها تأثير في جذب المخاطب، فاعلموا أنّ ثمّة خللاً في العمل. ابحثوا عن الخلل وعالجوه. لا يمكن إرجاع قلّة الاهتمام إلى أنّ الناس مثلاً لديهم إيمان ضئيل بالقضايا الدينيّة وما شابه. كلّا، بعض الأشخاص يقولون مثل هذا الكلام. يبدو حقّاً أنّهم يتحدّثون من دون أن يفكّروا، [فيقولون]: يا سيّد، إنّ الناس دينهم صار كذا، وضعُف اعتقادهم. كلّا، أبداً، لم يضعف. انظروا إلى مسألة احتفال الغدير هذه، ومجالس الخطابة الضخمة لمحرّم وصفر في مختلف المدن، مَن الذين يشاركون؟ إنّهم الناس طبعاً. انظروا إلى مجالس الرثاء والعزاء والحداد، وإلى مسيرة الأربعين، من هؤلاء؟ إنّهم الناس طبعاً. لم يضعف دين الناس وإيمانهم وتديّنهم، بل صار أقوى، ولكن ربّما -على سبيل المثال- تكون جلسة هذا العبد الذليل، أو صلاة هذا العبد الذليل، على نحو لا أستطيع فيه أن أجذب هؤلاء الناس المؤمنين، فلا ينبغي أن يُنسب هذا إلى قلّة تديّن الناس. بعض الأشخاص يقولون -من دون دليل- إنّ الناس أصبحوا هكذا، أو اعتقادهم قد ضعف. كلّا، لم يضعف. لا يزال [وضع] الناس أفضل مِن قبل الثورة -نحن رأينا ما قبل الثورة، ولم يرَ معظمكم ما قبلها- سواء في اجتماعاتهم، أو مساعداتهم الماليّة للحوزات العلميّة أكثر، وصارت أكثر بأضعاف، وكذلك حضورهم في الخدمات الاجتماعيّة الدينيّة بات أكبر وأكثر أهمّيّة. الناس في الميدان، ونحن يجب ألّا نتنحّى من الميدان.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 27/07/2022م)