الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات
ثمرات الدعاء
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

عندما نتحدّث إلى الله، ونشعر بقربه منّا، ونرى أنّه مخاطَبُنا، تكون هذه الثمرات من فوائد الدعاء وعوائده. إنّ حفظَ ذكر الله حيّاً في القلب يزيل الغفلة؛ إذ إنّ الغفلةَ عن الله هي أمُّ الانحرافات كلّها ومفاسد الإنسان. الدعاء يزيل الغفلة من قلب الإنسان؛ إنّه يذّكر الإنسان بالله، ويُبقي ذِكرَ الله حيّاً في القلب. أكبر خسارة يُبتلى فيها المحرومون الدعاءَ، هي أنّ ذِكرَ الله يذهب من قلوبهم. نسيان الله المتعالي والغفلة عنه، يأتي على الإنسان بخسران عظيم. لقد ذُكرت في القرآن آيات عدّة في هذا الصدد، وشُرِح ذلك بالتفصيل.

ميزة الدعاء أنّه يرسّخ الإيمان في القلب ويثبّته. الإيمان معرّض لخطر الزوال أمام أحداث الدنيا ومشقّات الإنسان وأفراحه وملذّاته وحالاته المختلفة. أنتم تعرفون أشخاصاً كان لديهم إيمان، لكنّ إيمانهم ضاع من أيديهم أمام مال الدنيا وسلطتها والملذّات الجسديّة والشهوات القلبيّة. هذا هو الإيمان المتزعزع وغير المستقرّ. فميزة الدعاء أنّه يرسي الإيمان ويثبّته في قلب الإنسان، وخطر زوال الإيمان ينقضي بالدعاء والاستمرار في التوجّه إلى الله المتعالي.

الثمرة الأخرى للدعاء، هي بثّ روح الإخلاص في الإنسان. التحدّث إلى الله ورؤية النفس قريباً منه، يمنحان الإنسان روح الإخلاص. الإخلاص يعني أداء العمل من أجل الله. يمكن أداء الأعمال كلّها من أجل الله. فعباد الله الصالحون يفعلون الأعمال الاعتياديّة كافّة في الحياة اليوميّة بنيّة التقرّب من الله، ويستطيعون ذلك. وثمّة أيضاً مَن لا يستطيع حتّى أداء أكثر الأعمال قُرباً وتعبّداً -مثل الصلاة- من أجل الله. قلّة الإخلاص سقمٌ كبير للإنسان. الدعاء يبثّ روح الإخلاص فيه.

الثمرة الرابعة للدعاء، هي بناء النفس وتنمية الفضائل الأخلاقيّة في الإنسان. فالإنسان يعزّز فضائله الأخلاقيّة بالتوجّه إلى الله والتحدّث مع الله المتعالي. هذه هي الميزة القهريّة والطبيعيّة للأُنس مع الله. لذلك، فإنّ الدعاء هو سلّم عروج الإنسان نحو الكمالات. وفي المقابل أيضاً، الدعاء يزيل الرذائل الأخلاقيّة عن الإنسان، ويُبعِد عنه الحرص والكبر وعبوديّة الذات والعداوة مع عباد الله وضعف النفس والجبن ونفاد الصبر.

الثمرة الخامسة للدعاء، هي تكوين المحبّة تجاه الله المتعالي. الدعاء يحيي محبّة الله المتعالي في القلب. إنّه مظهر كلّ جمال وخير الذات القدسيّة الإلهيّة. فالدعاء والأنس والتكلّم مع الله المتعالي تُكوِّن هذه المحبّة في القلب.

الثمرة السادسة للدعاء، أنّه يبثّ روح الأمل في الإنسان. هو يمنح الإنسان القدرة على المقاومة في مواجهة تحدّيات الحياة. كلّ شخص يواجه في مراحل حياته أحداثاً وتحدّيات. الدعاء يمنح الإنسان القدرة والقوّة، ويجعله صلباً في مواجهة الأحداث؛ لذلك تمّ التعبير عن «الدعاء» في رواية بأنّه سلاح. نُقل عن الرسول المكرّم (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: «ألا أدلّكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم... تدعون ربّكم بالليل والنهار، فإنّ سلاح المؤمن الدعاء»[1]. التوجّه إلى الله المتعالي في مواجهة الأحداث سلاح قاطع في يد الإنسان المؤمن. لذلك، كان نبيّ الإسلام المكرّم (صلّى الله عليه وآله) في ميدان الحرب ينجز الأعمال اللازمة كلّها: يعدّ تشكيلة الجيش، وينظّم صفوف الجنود، ويمنحهم المعدّات اللازمة، ويقدّم إليهم التوصيات اللازمة، ويقوم على إشرافه القياديّ... لكنّه في الوقت نفسه، يجثو على ركبتيه وسط الميدان، ويرفع يديه بالدعاء، ويتضرّع ويتحدّث إلى الله المتعالي، ويسأله. فهذا الاتّصال بالله يقوّي قلب الإنسان.

الثمرة الأخرى للدعاء، هي تحقّق الحاجات. ومن ثمرات الدعاء أنّ الإنسان يطلب حاجاته من الله المتعالي، والله يحقّقها له. طبعاً هذه ليست خصائص الدعاء كلّها. إنّها واحدة إلى جانب بقيّة ثمرات الدعاء. قال [الله المتعالي]: ﴿وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ﴾[2]. اسألوا الله المتعالي، واطلبوا منه حاجاتكم. ورد في دعاء «أبي حمزة الثمالي» نقلاً عن قول الإمام السجّاد (عليه السلام) هذا الطرح: «وليس من صفاتك يا سيدي أن تأمر بالسؤال وتمنع العطيّة، وأنت المنّان بالعطيّات على أهل مملكتك»[3]. لا يمكن أن تأمر عبادك أن يسألوك وأنت تنوي ألّا تحقّق مسائلَهم. عندما يأمرنا الله المتعالي أن نسأل ونطلب منه، فهذا يعني أنّ الله المتعالي قد قرّر أن يعطيَنا ما نطلب؛ لذلك قال [الرسول (صلّى الله عليه وآله)]: «ألا أدلّكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم... تدعون ربّكم بالليل والنهار، فإنّ سلاح المؤمن الدعاء». إنّ التوجّه إلى الله المتعالي عند مواجهة الأحداث، هو مثل سلاح قاطع في يد الإنسان المؤمن.

(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 21/10/2005م)


[1] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج‏2، ص468.
[2] سورة النساء، الآية 32.
[3] الشيخ الطوسيّ، مصباح المتهجّد وسلاح المتعبّد، ج‏2، ص583.

27-04-2023 | 10-34 د | 7449 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net