انظروا إلى هذه الآية الشريفة وما فيها عن المرأة والرجل، في أجواء الأسرة على وجه الخصوص، تقول الآية: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ َزْوَاجًا﴾[1]؛ أي ليس من جنس آخر، بل من حقيقة واحدة ومن جوهر واحد ومن ذات واحدة. ومن الطبيعيّ أنّهما يختلفان في بعض الخصائص بسبب تفاوت وظائفهما.
ثم يقول تعالى: ﴿لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾؛ أي جُعلت الزوجيّة في الطبيعة البشريّة لهدف أكبر، وذلك هو الاستقرار والسكينة إلى جانب الزوج، ذكراً كان أو أُنثى، فالرجل حينما يأوي إلى داره يجد جوّاً آمناً وزوجة عطوفة وأمينة إلى جانبه، وكذا يمثّل الرجل بالنسبة للمرأة ملاذاً تعشقه فتركن إليه وتحتمي به، والأسرة تضمن هذه الأجواء لكلا الجنسين. الرجل يحتاج إلى المرأة ضمن إطار الأسرة من أجل توفير السكينة والاستقرار لنفسه، والمرأة بحاجة إلى الرجل ضمن إطار الأسرة من أجل الحصول على الاستقرار والأمن.
المقطع الآخر من الآية له معنى جميل أيضاً، قال تعالى: ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾، وهذه المودّة لا يكتمل معناها بدون المحبّة، ولا الرحمة تصدق فيما إذا رافقها العنف.
الطبيعة التي أودِعت في الرجل والمرأة، في ظلّ الجوّ الأُسريّ، توجب قيام علاقة محبّة ومودّة فيما بينهما. بيد أنّ هذه العلاقة إذا ما طالها التغيير، كأن يتصرّف الرجل في البيت وكأنّه المالك، أو أن ينظر إلى المرأة بعين الاستغلال والاستخدام فهذا ظلم. وممّا يؤسف له أنّ الكثيرين يمارسون هذا الظلم. وهكذا الحال أيضاً خارج إطار الأسرة.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 19/06/1418ه.ق.)
[1] سورة الروم، الآية 21.